رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

مشكلة الدكتور الجنزورى - رحمة الله عليه - أنه كان يريد أن يكون رئيس وزراء حقيقياً.. يمارس سلطاته واختصاصاته الكاملة على جميع الوزراء باستثناء السياديين منهم، حيث يخضعون للرئيس مباشرة.. لذلك لم ير الرجل تكريماً إلا بعد وفاته.

اقتربت من الدكتور الجنزورى سنوات طويلة فكان واحداً من رؤساء الوزراء الذين عاصرتهم على مدار 17 عاماً محرراً لشئون مجلس الوزراء بجريدة الوفد.. كان الرجل رئيس وزراء استثنائياً.. لذلك كانت له مواقف لم يفعلها أحد غيره.

أذكر أننا كنا فى زيارة إلى محافظة الشرقية، وكان ضمن البرنامج زيارة جامعة الزقازيق، واقترح المستشار طلعت حماد أن يتجمع رئيس الوزراء مع الوزراء المرافقين له فى أتوبيس واحد بدلا من دخول المحافظة فى موكب يضم أكثر من 30 سيارة.. خاصة أن المرحوم ماهر أباظة وزير الكهرباء وقتها وجه الدعوة لرئيس الوزراء والوزراء لزيارته لأنهم ضيوف فى محافظته.. وبالفعل بدأت الزيارة وعندما توجهنا إلى جامعة الزقازيق لافتتاح عدد من المشروعات بها لاحظ الدكتور الجنزورى غياب رئيس الجامعة الدكتور رمزى الشاعر.. وكان وقتها يعمل مستشاراً لمؤسسة الرئاسة بجانب رئاسته للجامعة.

همس الدكتور الجنزورى فى أذن المستشار طلعت حماد وزير شئون مجلس الوزراء قائلاً: فين رئيس الجامعة.. وعلى الفور سأل الوزير محافظ الشرقية وقتها وكان الدكتور حسين رمزى كاظم، وقال له أين الدكتور رمزى الشاعر.. فقال له كان معانا أمس لكنه سافر اليوم إلى سويسرا مع الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم لحضور اجتماعات منظمة الصحة العالمية.

وهنا قال المستشار طلعت حماد للمحافظ ما هى علاقة رمزى الشاعر باجتماعات منظمة الصحة العالمية.. وطلب الدكتور الجنزورى أن يعود رئيس الجامعة على نفس الطائرة التى سافر عليها.. وأجرى المستشار طلعت حماد اتصالاً بالسفير المصرى فى سويسرا وقال له قادم إليك وزير التعليم ومعه رئيس جامعة الزقازيق.. رئيس الجامعة لا يخرج من المطار ويعود على متن الطائرة ويحضر غدًا إلى معهد التخطيط لمقابلة رئيس الوزراء فى التاسعة صباحًا.. وبالفعل عاد الشاعر على نفس الطائرة وحضر إلى الدكتور الجنزورى فى اليوم التالى ليتلقى درسا لن ينساه.

الغريب أن وزير التعليم ارتعد خوفاً من تصرف رئيس الوزراء وطلب حرم الرئيس التى كانت تسانده وقال لها تأمرى سيادتك بإيه أعمله لأن الدكتور الجنزورى هيشلنى من الوزارة.. فطمأنته وطلبت من الدكتور الجنزورى ألا يفعل معه شيئاً.

هكذا كانت شخصية الدكتور الجنزورى.. وهكذا كانت شخصية رئيس وزراء مصر.. شخصية لا تتكرر كثيراً.