عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

الأخلاق هى عنوان الشعوب، وأهم أسس التحضر للأمم، ولذلك وضعت دول كثيرة مادة تعليمية أساسية لتعليم أبنائها مبادئ وقيم وأساس الأخلاق، بهدف ترسيخ هذه القيمة لكل أجيالها.

مؤكد أن الأخلاق تلعب دوراً أساسياً فى تغيير المسار العام للأمة بكاملها، على اعتبار أن الأخلاق والضمير أهم ما ميز الإنسان، وهما دعائم النزاهة والشفافية والشرف والعمل والاجتهاد ومواجهة الفساد والرشوة والمحسوبية، كما أنهما دليل صادق لسلوك المجتمعات ومدى تحضرها، وعلينا أن نواجه أنفسنا بالحقيقة، لأننا أمة تعانى منذ فترة من أزمة حقيقية فى الأخلاق، وتنعكس على المجتمع فى شكل سلوكيات سلبية كثيرة، وتشكل خللاً جسيماً فى المجتمع يتعارض ويتضارب مع كل ما يحدث على أرض مصر من عمل جاد وتنمية حقيقية للانتقال إلى الجمهورية الجديدة بكل ما تعنيه من تطور وحداثة وتحضر.. وهذا التحضر يعنى بالضرورة سلوك المواطن المصرى ووعيه بقيمة الخدمات الحديثة والمشروعات المتطورة التى تقدمها له الدولة، وكيفية التعامل معها والحفاظ عليها، وهو أمر يحتاج إلى إنسان لديه قدر من الوعى والضمير والأخلاق تحدد سلوكه مع المنشآت العامة.

مؤكد أن أخلاق الإنسان وسلوكه لا تتجزأ فى التعامل مع العام أو الخاص، وهناك دلالات كثيرة تشير إلى أن المجتمع المصرى يعانى أزمة حقيقية فى هذا الشأن.. وقبل أيام شهد المجتمع فاجعة انتحار فتاة بريئة فى عمر الزهور، بسبب عبث أحد منعدمى الضمير والأخلاق بعد أن نشر صورة لها مركبة على صور فاضحة بهدف ابتزازها، وهو ما أدى إلى إصابتها باكتئاب نفسى أدى إلى انتحارها، وتركت رسالة هزت مشاعر الجميع، وفى اعتقادى أن رسالة «بسنت خالد» موجهة لنا جميعاً وجرس إنذار بخطورة ما يمر به المجتمع على مستويات عدة، وإن كان أخطرها الذباب الإلكترونى الذى يسيطر على وسائل التواصل الاجتماعى، وبات أخطر وسائل الابتزاز والتشهير والإساءة والتشويه وإلصاق التهم الجزافية بالشرفاء بعد أن ماتت ضمائر هؤلاء البشر وانحدرت أخلاقهم إلى الدرك الأسفل، وللأسف تحولت وسائل التواصل الاجتماعى إلى بيئة فاسدة انهارت فيها كل القيم والأخلاق وباتت أماكن آمنة للتحرش والابتزاز الجنسى وبيئة خصبة للتآمر والابتزاز السياسى، وهناك من السياسيين الفشلة الذين يستأجرون أعدادا من الذباب الإلكترونى ومنتفعى العمل السياسى لتشويه خصومهم من السياسيين المحترمين وإرهابهم، والأخطر أن البعض ينجرف خلفهم بدون وعى وإدراك لحقائق الأمور، كما تحولت وسائل التواصل الاجتماعى إلى ملاذ آمن للنصابين والفشلة فى الحياة العملية بعد أن وجدوا ضالتهم فى العالم الافتراضى بهدف النصب على المواطنين، فنجد من يدعى أنه رجل أعمال وآخر مستشار وثالث كاتب صحفى ورابع مسئول فى وزارة أو أحد الأجهزة، وغيرها من المسميات التى لا وجود لها فى الواقع داخل مؤسسات الدولة، وهو أمر أصبح فى حاجة شديدة إلى تفعيل القوانين من جانب، وتحديث بعض التشريعات الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعى من جانب آخر لمواجهة أزمة المجتمع.

صحيح أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قد تحدث كثيراً فى قضية الوعى، وصحيح أن له مواقف كثيرة تهدف لمواجهة الظاهرة، وآخرها قبل يومين عندما أرسل باقة زهور وهدية إلى سيدة الشهامة «بشرى سرور» التى تصدت لشخص يعتدى على طفلين، وهى رسالة من رئيس الدولة لها مدلول هام فى أننا يجب أن نستعيد ونرسخ أعظم ما يملكه الإنسان، وهى الأخلاق التى ينطوى تحتها صفات النزاهة والشرف والصدق والأمانة والشهامة والمروءة وحفظ اللسان والإحسان، وغيرها من صفات الإنسانية التى حضت عليها كل الرسالات السماوية، ولخصها أمير الشعراء أحمد شوقى فى بيتى شعر هما:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت     ....      فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

وإذا أصيب القوم فى أخلاقهم  ....      فأقم عليهم مأتماً وعويلاً

حمى الله مصر.

--

نائب رئيس الوفد