رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

كنوز الوطن

 

 

 

جمع بين المهنية والجدعنة وقوة الشخصية فأجمع على احترامه الجميع، لم يتخاذل يومًا فى موقف ولم يتردد فى اتخاذ قرار يفرضه عليه ضميره، صراحته كانت تغضب البعض منه أحياناً لكنه لم يتنازل عنها لأنها جزء من شخصيته، خاض معارك كثيرة ولم يثبت مرة أنه استسلم خوفًا، واجه أزمات عديدة ولم يضبط مرة قلقًا، بل كان دائمًا ثابتًا فى مواقفه واضح فى رؤيته حاسم فى كلمته، ومع كل هذا لم يتخل يومًا عن ابتسامته.

هكذا كان الكاتب الكبير إبراهيم حجازى الذى حزن الجميع لفراقه لأنه ما تعامل مع أحد يومًا إلا وترك لديه بصمة حب ومساحة من الاحترام، سمعت كثيرين يصفونه بالفارس لأنه لم يكن يومًا مخادعًا أو خائنًا أو متآمرًا، سواء كان فى بيته الأهرام الذى قضى به عمرًا، أو فى النقابة التى كان واحدًا من رموزها ومن أكثر أعضاء مجلسها عطاءً ومساندة للصحفيين، اكتسب من العسكرية التى ظل يفخر بالفترة التى قضاها بها مقاتلًا صفات الحسم والجدية والإنجاز، فلم يسمح لنفسه أن يفشل فى موقع شغله أو مهمة أسندت إليه أو كلف بها، ففى مجلة الأهرام الرياضى كان مبدعًا فى صحافته لدرجة جعلت المجلة رقمًا مهمًا فى المعادلة الرياضية كاملة، فى صفحته الأسبوعية بالأهرام كان قلمًا قادرًا على صناعة التغيير وفتح الملفات الشائكة وتفجير القضايا بموضوعية وحياد، وفى النقابة كان نقابيًا محترفًا مخلصًا لمهمته، وفى برامجه التليفزيونية كان مختلفًا فى تناوله وأفكاره وضيوفه.

كان واحد من قلائل قابلتهم فى الإعلام يعرفون معنى الوطن وقيمة الوعى وأهمية التصدى لمخططات الفوضى، كان يستشعر الخطر على بلده ويعلم أنه مستهدف فلم يكف ابدًا عن التحذير من الخطر ولم يكل أو يمل من الدعوة للالتفاف حول مصر وحمايتها

كان الجيش عنده خطًا أحمر، والقيم المصرية واحدًا من ثوابته، ودعم الناس قاعدة لا يتخلى عنها، كان يرى أن حرب أكتوبر أعظم ما حققه العرب فى تاريخهم، وأن كل شاب يفكر فى الهجرة عليه أن يدرك أن مصر أفضل من أى مكان فى الدنيا مهما كانت المغريات.

‏ýكنت محظوظًا بالقرب منه منذ عام تقريبًا خلال احتفالية خاصة فى مدينة بورسعيد الباسلة وعلى مدار يومين وجدته فى قمة الرقى والتحضر والجمال الروحى والأخلاقى وحكايات تحتاج لمجلدات فى الوطنية وإنكار الذات والتواضع فلم يتحدث عن نفسه ولا عن إنجازاته كما يفعل كثيرون بهدف الترويج الشخصى، ولكن كان كل كلامه عن الوطن، وكيف نرتقى به فكريًا وثقافيًا، وكنت أعتز كثيرًا بمقولته، إرادة الله فوق كل اعتبار وما عليك إلا الاجتهاد، كانت مناسبة للاقتراب من شخصية عظيمة تعلمت منه كيف يكون الإنسان سببًا فى مساعدة الناس حتى وإن كان لا يمتلك الكثير فالمعاملة الطيبة هى جبر خاطر لمن تقابله.

‏ýالتحق بمؤسسة الأهرام عام 1975، ثم فاز بجائزة مصطفى وعلى أمين للصحافة المكتوبة عام 1985.

‏ýارتبط اسمه بتأسيس مجلة الأهرام الرياضى فى يناير 1990 وأصبح رئيس تحرير المجلة لمدة 19 عامًا.

‏ýقدم حجازى برامج عدة فى التليفزيون، كان أبرزها البرنامج الشهير «فى دائرة الضوء»، وكان اهتمامه الدائم بالرياضة سببًا فى تنظيم مؤسسة الأهرام للبطولات الرياضية فى المناطق الأثرىة والسياحية، كما له عدة مقالات أبرزها: «خارج دائرة الضوء» فى عدد الجمعة بالأهرام الذى ظل لأكثر من ٢٢ عامًا لكن فرض علينا الموت ألا نرى دائرة ضوء حجازى مرة أخرى، ويبقى العزاء الوحيد أن ما قدمه من عطاء سيظل أثره باقيًا.