رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

إذا كنت تعتقد أن الشيطان سيحمل لك النور أو يحمل الخير والخلاص للبشرية من قيود الشرائع والعقائد عن طريق تفكيك الأديان والتخلص منها لصالح الإيمان الروحى دون الالتزام بعقيدة بعينها، فأنت واهم.

لم تدع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عام ٢٠٢١ يرحل عنا بكل ما فيه فى هدوء، ولم تكتفِ بما تشهده الأرض من كوارث طبيعية ومخاطر انتشار الأوبئة، وقررت أن تقلب الموازين رأساً على عقب وتفاجئ الجميع وتحديداً فى ٢٦ ديسمبر ٢٠٢١ بتشكيل لجنة دينية مكونة من قسيس وحاخام وإمام، مهمتهم تحضير البشرية للاحتمال المتزايد للتواصل مع الكائنات الفضائية، وتهدف اللجنة إلى تقييم كيفية تفاعل الأديان مع وجود حياة خارج كوكب الأرض، وكيف يمكن أن يؤثر هذا الاكتشاف على مفهوم الله والخلق … وكأن «ناسا» توحى للعالم بأنها على وشك أن تعلن اكتشافها الأخطر بوجود كائنات فضائية وتمهد لهذا، وعلى رجال الدين مساعدتها فى تقييم رد فعل البشر.. وما وراء هذا الخبر أهم من الخبر ذاته.

مثل هذه النوعية من الأخبار التى تصدرها لنا وكالة ناسا منتشرة وبكثرة، فموضوع وجود كائنات فضائية من عدمه على كواكب أخرى ليس بجديد، فقد بدأ منذ الخمسينيات مع ظهور مصطلح الأطباق الطائرة، وتبين بعد ذلك أنها بالونات عسكرية أمريكية، وهى معروفة باسم سكاى هوك، وكل الأخبار المتعلقة بهذا الشأن من قصص اختطاف مركبات فضائية لأفراد، أو حقيقة المنطقة ٥١ الموجودة فى صحراء ولاية نيفادا الأمريكية التى يعتقد البعض أن بها كائنات فضائية، وتكنولوجيا سرية، وبقايا مركبات محطمة، قد تم تفنيدها ونفيها فى كتاب «عالم تسكنه الشياطين» لكارل ساجان، وهو عالم فلك نال ميدالية أبحاث الفضاء الأمريكية «ناسا» لإنجازاته العلمية، وتم إطلاق كويكب باسمه، وهو أحد مؤسسى جمعية علوم الكواكب.

و جاء فى هذا الكتاب.. «لقد ظلت ناسا منذ نهاية الحرب الباردة تناضل فى محاولة منها لإيجاد مهام تبرر وجودها، وعلى الأخص سبب وجيه يبرر وجود البشر فى الفضاء لتعزز تمويلها».

إن الغريب وغير المنطقى هو الصورة التى تعامل بها رؤساء الولايات المتحدة مع قضية وجود كائنات فضائية من عدمه، وتصريحاتهم التى زادت من حيرة البعض، وأضفت مزيداً من الغموض على هذا الموضوع، فجيمى كارتر كان أول رئيس فى العالم يقول إنه شاهد الكائنات الفضائية فى جورجيا عام ١٩٧٧، وصولاً إلى دونالد ترمب الذى لم يقدم إجابة حاسمة بشأن الفضائيين حين سأله ابنه الأكبر: هل ستسمح قبل مغادرتك الرئاسة بأن ترفع السرية عن الكائنات الفضائية؟ فقال يجب أن أفكر فى الأمر..!!

إذن الموضوع ليس مجرد اكتشافات علمية مذهلة، بل أدوات سحرية مذهلة لأغراض سياسية تستخدم من حين لآخر للعب بعقول البشر..

نحن أمام ثلاث فئات بثلاثة مخططات:

الأول: مجموعة ديانات تؤمن بوجود حياة كونية فى الكواكب تهتم بمساعدة البشر على الأرض، ويرى معتقدو هذه الديانات أن هذه الكائنات ستحل مشكلات الأرض مثلما فعلت من قبل بنقل الحياة والحضارة إلى الأرض ومن أشهر هذه الديانات:

- الرائيلية وتوصف بأنها أكبر ديانة كائنات فضائية فى العالم، أسسها صحفى فرنسى عام ١٩٧٤، وانتشرت فى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وكوريا الجنوبية، وترى هذه الديانة أن هناك كائنات فضائية وصلت إلى الأرض من آلاف السنين، وأسهمت فى تطور الجنس البشرى، وقد ظنها الناس ملائكة أو آلهة كانت تسمى «إلوهيم» وهى تراقب سكان الأرض من بعيد وتساعدهم..

- جمعية أثيروس أسسها جورج كنج ١٩٥٥، وتجمع بين اليوجا ومعتقدات دينية قديمة، مع فكرة وجود كائنات كونية تهدف لمنع تدمير الأرض بمساعدة كائنات فضائية أخرى.

- بوابة الجنة وأسسها مارشال هيرف أبلوايت ١٩٩٤، ويعتقدون بمجىء كائنات فضائية مع سفينة مذنب هالى حين يمر بالأرض، ويجب أن يلحقوا بهم، وقاموا بانتحار جماعى فى دير بوابة السماء قرب مدينة سانت دييغو فى كاليفورنيا عام ١٩٩٧ ليلتحقوا بسفينة هالى.

- شعوب الكون أو شعوب سلطة النور وهى جماعة تشيكية تؤمن بوجود كائنات كونية يتم التواصل معها عن طريق الوحى.

وأعتقد أن إيلون ماسك، رجل الأعمال الأمريكى المهووس بالفضاء، ينتمى إلى مثل هذه الديانات، فقد صرح بأن الكائنات الفضائية زارت الأرض، وساعدت البشر على التطور، وبنت الحضارات القديمة، ومنها المصرية وتحديداً الأهرامات، بل أعلن فى إحدى المقابلات ممازحاً أنه هو نفسه كائن فضائى، وما زالت شركته تجرى تجارب لإقامة رحلات فضائية سياحية إلى الفضاء.

الثانى:

مجموعة تؤمن بسيناريو وخطة إجلاء عدد كبير من البشر إلى الفضاء بإحداث كارثة مصطنعة نووية أو بيولوجية، تكتسح الأرض بالكامل، ثم يعودون إلى الكوكب بعد عدة سنوات أو عقود حيث تكون الأرض قد استقرت، وأعتقد أن رجل الأعمال والملياردير جيف بيزوس مؤسس شركة بلو أورجين لعلوم الفضاء يمثلها ويتعاون مع ناسا فى مجالات الفضاء، وصرح مرات عديدة بإنشاء مستعمرات فى الفضاء ثم العودة إلى الأرض لزيارتها.

الثالث:

وهو الأخطر– كما أظن – هى المجموعة التى تخطط للسيطرة على الكرة الأرضية بحكومة عالمية موحدة، بعد تخفيض عدد سكان الأرض، وأعتقد أن بيل جيتس ينتمى إلى هذا المخطط، وأعتقد أنكم قد سمعتم أو قرأتم عن مشروع المليار الذهبى من قبل.. وهذه المجموعة تشبه إلى حد كبير فلسفة أفلاطون التى تقول: «نحن لا نعين الماعز كى تكون سادة على الماعز، غير أننا نحن أنفسنا جنس أرقى، لذا فنحن نتحكم فيها، وبالطريقة نفسها فإن الله حباً منه للبشر نصب الشياطين علينا، إذ إنها جنس أرقى، وهى تعتنى بنا بسهولة شديدة، فتمنحنا السلام».

إن هذه الفئات أو المجموعات الثلاث السابقة ترتبط بشكل أو بآخر بوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، وبدلاً من أن تستخدم الوكالة إمكاناتها العلمية والمادية فى الحفاظ على الأرض وعلى حياة الكائنات التى تعيش على الكوكب الأزرق، نجدها تلعب دور الساحر للترويج لأفكار وخطط شيطانية – بقصد أو بدون- لتدمير الأرض.. وكأن الشيطان يسكن هناك..!!

ولما كان السحر فناً يتطلب تعاوناً ضمنياً من جانب الجمهور مع الساحر فى التخلى عن نزعة الشك للإيمان به وتصديقه، لذلك يجب علينا جميعاً أن نتجه إلى الشك وعدم تصديق كل ما يقال حتى نصل إلى الحقيقة أو نقترب منها على الأقل.

وختاماً نقول.. إن المعلومات المؤكدة رسمياً وعلمياً هى أن الكائنات الحية الوحيدة التى نعرف بوجودها فى هذا الكون حتى كتابة هذه السطور هى الكائنات التى تسكن كوكب الأرض، وما دون ذلك هراء وشيطنة إلى أن يثبت العكس.. والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.

 

[email protected]