رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

 

غدا يستقبل العالم عاما جديدا, ومع بداية كل عام تنتشر حالات المحتالين ممن يزعمون قراءة الطالع, والتنبؤ بالمستقبل، ووضع خريطة دقيقة وصادقة للمولود القادم.

وتأتى وسائل الإعلام المختلفة, والكتب التى تنشر كلام المتخصصين فى عالم الغيبيات لتساهم بقدر كبير فى انتشار هذه الكارثة العقلية، وعادة ما يتبنى الرأى العام هذه التوقعات لتتحول مقولة «كذب المنجمون ولو صدقوا» إلى عكس ذلك وبذلك يصبح المنجمون والعرافون نجوما منافسة لأهل الفن والسياسة أمام جمهور مستعد لتقبل أية قراءة للمستقبل.

والحقيقة تؤكد أن الغيب لا يملكه أحد بدليل وقوع أكثر من مدعٍ, مثل الوسيط الروحى الهنجارى لاجوس باب، الذى اكتشف أنه يزيف ظهور حيوانات فى جلسات تحضير الأرواح, والكشف مؤخرا عن شخصية المحتال جيمس هيدريك، الذى اعترف لاحقا بأن جلساته الروحانية الخارقة كانت حيلا تعلمها فى السجن.

وألقى تقرير حديث بعض الضوء على سبب استمرار الناس فى الإيمان بالقوى الروحانية، حيث اختبرت الدراسة المؤمنين والمشككين الذين لديهم نفس المستوى من التعليم والأداء الأكاديمى، وخلص إلى أن الأشخاص الذين يؤمنون بالقوى الروحانية يفكرون بشكل أقل تحليلي, ويميلون إلى تفسير العالم من منظور شخصى ويفشلون فى النظر إلى المعلومات بشكل نقدى. وغالبا ما ينظر المؤمنون بهذا الأمر أيضا إلى الادعاءات النفسية على أنها أدلة مؤكدة، بغض النظر عن أساسها الإثباتى.

من بين أشهر «المتنبئين» فى العالم، العرافة الكفيفة البلغارية بابا فانجا، التى توفيت فى منتصف التسعينيات، ولكن البعض يعتقد أن تنبؤاتها ما زالت تنطبق حتى اليوم. وحققت « فانجا» شهرة فائقة بعد صدق بعض من تنبؤاتها السابقة , مثل وفاة الأميرة ديانا وكارثة تشيرنوبيل، وتسونامى تايلاند الفتاك فى عام 2004، الذى خلف 227898 قتيلا.

لكنها توقعت أيضا، نهاية العالم فى عام 2021، وأن أوباما سيكون آخر رئيس للولايات المتحدة فى عام 2016، وبداية الحرب العالمية الثالثة فى عام 2010, وهذا لم يحدث.

وتوقعت العرافة أن يشهد العالم فى عام 2022 زيادة فى الكوارث الطبيعية، بما فى ذلك موجات المد والزلازل والأعاصير وحرائق الغابات, وتعرض أستراليا والعديد من الدول الآسيوية لنوبة من الفيضانات الكارثية, كما تنبأت أن فريقا من الباحثين سيكتشف فيروسا قاتلا فى سيبيريا، بينما ستتأثر دول كثيرة بنقص مياه الشرب.

ومن بين الحالات الشهيرة، حالة كريس روبنسون، الذى يشير إلى نفسه على أنه «خبير الأحلام», ويدعى أنه توقع هجمات إرهابية وكوارث ووفيات المشاهير, وتأكيداته مستمدة من أدلة محدودة ومشكوك فيها.

وأظهرت الأبحاث، أن الأفراد يمنحون تصنيفات عالية الدقة لوصف شخصياتهم التى يُفترض أنها مصممة خصيصا لهم، والتى هى فى الواقع غامضة وعامة بما يكفى لتطبيقها على مجموعة واسعة من الأشخاص, وتشير الظاهرة إلى رجل السيرك فينياس تايلور بارنوم، الذى اشتهر بأنه معالج نفسى محترف.

العامل الآخر الذى يسهل الإيمان بالقدرة الروحانية هو وجود عدد من البحوث العلمية التى تساند وجود هذه الظواهر، لكن ما يتجاهله المؤمنون بالموضوع غالبا، هو أن الدراسات المنشورة غالبا ما يتم انتقادها من دراسات أخرى، وأن تكرار الاتفاق ضرورى حتى يحدث القبول العام.

واستمرارا للكارثة يرى الكثير من المتعلمين فى التنجيم علما قائما بحد ذاته، يهيمن على العقول، ويتحول إلى «بوصلة» للحياة اليومية, ويفسر العديد من هؤلاء أن حالة اليأس والعجز أمام مشاكل الحياة تجعلهم ينجرفون بطريقة لا إرادية إلى فضاء الوهم والخيال، حيث يجدون فيه متنفسا لما لا يمكن تحقيقه فى الواقع، فيصدقون الغيب ولو كان خيالا.

والعجيب أن بعض الناس - ليلة رأس السنة - «يتسمرون» أمام شاشات التلفاز لمعرفة حياتهم القادمة عن طريق التنبوات التى يقدمها أحدهم داخل الاستديو، بكامل أناقته، ومؤثرات صوتية وموسيقية توحى بمناخ الرعب وهو يسرد توقعاته من الأحداث المستقبلية، محليا وعالميا على مدى ساعات طويلة.. ولا أظن اختفاء الظاهرة قريبا مع زيادة الدعم المقدم لها من كل مكان.. كل عام وأنتم بعقل.

[email protected]