رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نداء القلم

فى حديث طويل رواه مسلم بسنده عن يزيد بن حيَّان أنه قال: «انطلقتُ أنا وحصين بن سبرة، وعمرو بن مسلم، إلى زيد بن أرقم رضى الله عنهم، فلمّا جلسنا إليه قال له حُصين: لقد لقيتَ يا زيد خيرًا كثيرًا؛ رأيتَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسمعتَ حديثه، وغزوتَ معه، وصليتَ خلفه، لقد لقيت خيرًا كثيرًا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله. قال يا ابن أخى والله لقد كبرت سنى، وقدم عهدى، ونسيت بعض الذى كنت أعى من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فما حدثتكم فأقبلوا، وما لا فلا تكلِّفُونيه ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فينا خطيبًا بماء يدعى حُمَّا بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ، وذكر، ثم قال: «أمّا بعد: ألا أيها الناس؛ فإنما أنا بشر يوشك أن يأتى رسول ربى فأجيب؛ وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به»، فحثَّ على كتاب الله وَرَغَّبَ فيه، ثم قال: «وأهل بيتي؛ أذكِّركم الله فى أهل بيتى، أذكِّركم الله فى أهل بيتي». فقال له حُصَين: «ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته مَنْ حُرِمَ الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال هم آلُ عليُّ، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال نعم.

وفى رواية: «ألا وإنى تارك فيكم ثقلين: أحدهما كتاب الله وهو حبل الله؛ أى عهده وسببه، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة. والثقلان: يقال لكل عظيم الشأن خطير الأمر (ثقل)، لعله من عظم شأنه وخطر أمره على الله، وما أعظم القرآن هدى وبيان، وما أعظم قدر أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم قدرًا مرفوعًا على الدوام بمقدار رفعته وبمقدار مكانته صلى الله عليه وآله وسلم فى كل قلب يؤمن بالله ورسوله.

كثيرة هى اختلافات العلماء حول تحديد المقصود بأهل البيت. إذا كان زيدُ بن أرقم قد رأى أن أهل البيت هم من تُحَرَّم عليهم الصدقات بعد النبى عليه السلام؛ فمن العلماء من يرى أن أهل البيت هم أولاد النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وأزواجه، والحسن، والحسين، وكذلك علىُّ بحكم معاشرته لفاطمة الزهراء رضى الله عنها وملازمته للنبى صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا رأيُ الفخر الرازى، فى حين يذهب كلٌ من عطاء وعكرمة وابن عباس إلى أن أهل البيت هم زوجات النبى عليه السلام؛ استنادًا إلى قوله تعالى: «إنما يُريدُ الله ليُذْهِبَ عنكم الرِّجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا»؛ اعتمادًا من جانبهم على سياق الآية الوارد فى خطاب الله سبحانه لنساء النبى صلى الله عليه وسلم فى ست آيات.

(وللحديث بقيّة)