مازالت جماعة الاخوان تسعى بين اروقة ودهاليز السياسة الأمريكية ، طارحة أفكارا ظاهرها غير باطنها؛ وللأسف أن كل مايفعلونه عند اكتشاف حقيقته يسيء للعرب والمسلمين. وهذا مافعلته أخيرا إحداهن وهى النائبة فى الكونجرس إلهان عمر من مينيسوتا ، والتى نجحت فى تمرير مشروع قانون لمكافحة التعصب ضد المسلمين ، ونجحت فى ذلك رغم الهجوم الشديد عليه ، لأن من شأنه أن يخلق منصب مبعوث خاص جديد في وزارة الخارجية لمكافحة «الإسلاموفوبيا «. والذى رأى الرافضون أنه لا ينبغي إجبار دافعي الضرائب الأمريكيين على دفع أموال للمنظمات الإرهابية ، والمنظمات التي ينتمي إليها صانعة هذا القانون ، وخاصة أن النائبة إلهان عمر تنتمى الى مؤسسة الأرض المقدسة .
مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية النشاط المعلن لها، تقديم المعونات للاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان والأراضي الفلسطينية. ولكن الحقيقة أنها من الداعمين الاساسيين لجماعة الاخوان المسلمين ، وفي عام 1996، بدأت السلطات الأمريكية بمراقبة أنشطة المؤسسة. وفي 4 ديسمبر 2001، صنفت الحكومة الأمريكية المنظمة بالإرهابية، وجمدت أموالها وأغلقتها.
جمعية الارض المقدسة تلقت في البداية اموالا من مسئول كبير في حركة حماس هو موسى ابو مرزوق. وثمة مئات الإدانات للجمعية، لجمع الأموال للمنظمات الإرهابية والتآمر مع المنظمات الإرهابية للتهرب من عقوبات وإدارات حكومة الولايات المتحدة.
هناك حملة منظمة لإظهار إلهان عمر على أنها تحارب من مؤيدى أسرائيل فى امريكا ،ولكن الواقع يؤكد أن تلك الصورة التى تختفى وراءها أحد داعمى الجماعة الارهابية ، بل أنها مجرد ذئب في ثياب حمل بالكونجرس.
وتعد الهان بارعة فى استخدام سلاح الإسلاموفوبيا الخطير، لتفرغ دعم مسلمي أمريكا لأى أحد سواها ، أو تستعدي عليهم اليمين الأمريكي كما حدث مع منافستها داليا العقيدى، وهذا ما حدث مع معارضيها عند تمرير قانونها الأخير .
ولقد تم الكشف عن دورها مع الجماعة الارهابية بعد اجتماع مغلق جمع إلهان مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خريف 2017 . وما جمع إلهان وأردوغان، سوى ارتباطهما المشترك بتنظيم الإخوان، فلقد دافع أردوغان والإخوان عن بعضهما البعض، بما أن كلا الطرفين يتشارك نفس الأيديولوجية، وكان أردوغان داعماً قوياً لحماس. وفي فبراير 2019 ترأست إلهان عمر مناسبة استضافتها الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة، التي يعتبر رئيسها أحد أبرز ممثلي الإخوان في البلاد. كما ضغطت إلهان عمر، علناً على الإدارة الأمريكية عبر موقع «تويتر» للدفع باتجاه الإفراج عن امرأة مرتبطة بالإخوان من السجون المصرية.
كشفت شهادات مسؤولين أمريكيين أنها ذراع تحركها قطر وتركيا لخدمتهما في الولايات المتحدة، ولدعم جماعة الإخوان الإرهابية. وهناك العديد من الوقائع التى تؤكد أن النائبة الصومالية الأصل إلهان عمر، صناعة إخوانية زرعت أو جُندت من أجل تشكيل جماعة ضغط سياسي موازية لحساب محور الشر، والتأثير السلبي على مسيرة النهضة العربية في كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين؛ بل أنه فى انتخابات الكونجرس قامت منظمة على صلة بجماعة الإخوان بحث أتباعها في الولايات المتحدة على دعم النائبة إلهان عمر، حيث بعثت منظمة تسمى «الجمعية الأمريكية المسلمة» أسسها أعضاء من تنظيم الإخوان الدولي، برسالة إلكترونية إلى أتباعها وأعضائها تطلب منهم دعم إلهان عمر.
والهان عمر عنصر نائم من عناصر جماعة الإخوان المسلمين ، ولهذا وجدت دعماً ومساندة كبيرين منهم لها في وقت ترشحها حتى الساعة.
إلهان عمر كتبت مقالا تحرض فيه الرئيس جو بايدن ضد مصر قائلة :»إن لديه فرصة لا تأتي سوى مرة واحدة في كل جيل لإعادة توجيه السياسات الخارجية الأمريكية بعيداً عن التحالفات العسكرية قصيرة النظر، وأكثر توجهاً نحو العدالة».