رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

يبدو ما يقوله الرئيس الأمريكى جو بايدن هذه الأيام، متوجهًا به إلى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وكأنه تكرار بشكل مختلف لما كانت أبريل جلاسبى، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية فى العراق، قد قالته للرئيس صدام حسين فى ٢٥ يوليو ١٩٩٠!

وقتها كان صدام يحشد قواته على حدود بلاده مع الكويت، وكان ذلك مثار قلق لدى الكويتيين ودول الخليج عمومًا، وعندما التقى هو مع جلاسبى قبل قراره غزو الكويت، فإنها ألمحت له خلال اللقاء إلى أن ما يفعله مع جارته العربية شأن عربى عربى!

ولا بد أن هذه اللهجة من جانبها قد طمأنت الرئيس العراقى، فغزا الدولة الجارة فى أول أغسطس من تلك السنة.. أى بعد لقائه مع السفيرة بأيام معدودة على أصابع اليد الواحدة!.. والغالب أنها لو كانت قد همست إليه بأن بلادها لن تقبل منه غزو الكويت، وأنها ستقف فى مواجهته حتى يخرج منها، ما كان قد أقدم على فعلته التى خلفت من ورائها دمارًا فى العراق وفى المنطقة كلها!

وليس من المستبعد أن تكون واشنطون قد فعلت ذلك عن قصد.. ولا من المستبعد أن تكون قد درست شخصية صدام، فعرفت مسبقًا أنها لو تحدثت معه بكذا فسوف يفعل كذا فى المقابل!

شيء من هذا تشعر به وأنت تتابع حديث بايدن حول أوكرانيا مع بوتين.. فالولايات المتحدة تتابع حشود روسيا على حدودها مع أوكرانيا، والرئيس الروسى لا يخفى رغبته فى فعل شيء من نوع ما تجاه جارته، ولكن الرئيس الأمريكى يقول أنه لن يرسل قوات برية إذا وقع غزو روسى للأراضى الأوكرانية!

ولا بد أيضًا أن لهجة كهذه يمكن أن تجعل الروس يطمئنون إلى حد بعيد، ويمكن أن تجعلهم يفكرون فى فعل شيء تجاه الدولة الجارة يشبه ما كان صدام قد فكر فيه تجاه الكويت، ثم عاش من بعدها يدفع ثمن ما فكر فيه وقرره، ليس فقط من حياته وحياة أسرته، ولكن من حياة العراقيين فى الإجمال!

الظروف غير الظروف طبعًا، ولكن التاريخ يعيد نفسه بأشكال متنوعة، ولو حدث الغزو الروسى لأوكرانيا، فليست الإدارة الأمريكية فى حاجة إلى إرسال قوات برية لتجعل روسيا تدفع الثمن فادحًا على أكثر من مستوى.. بالضبط كما دفع العراق ولا يزال!