الهدهد
كنت ومازلت أحد الداعمين للدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار لما حققه من طفرة ملموسة فى مشروعات عدة، مثل متحف الحضارة وافتتاح طريق الكباش وغيرهما فى فترة زمنية قصيرة.. وكنت أراه وزيراً من طراز خاص لما يمتلكه من كفاءة علمية وثقافية.. ومن منطلق ذلك كتبت مقالات فى الاسبوعين الماضيين كشفت فيهما عن وجود قطعة أرض أثرية بحى المعادي، أمامها لافتة كبيرة مكتوب عليها «منطقة آثار ما قبل التاريخ» تحولت لجراج سيارات! ومرتع للبلطجة وأصحاب السوء !! وتساءلت مراراً عن سر هذه الأرض الأثرية، ولماذا لم يستخرج ما بها للنور، ولم لا تحاط بسور يحفظ مكانتها وهيبتها التاريخية والأثرية على مر العقود؟!
وكان يقينى أن اجد ردا وافياً من الوزير حول هذا الأثر الغامض الذى لا يقل أهمية ولا جلالة من اى مكان اخر على أرض مصر، الا أننى فوجئت بتجاهل تام لما كتبته، وكأن شيئا لم يكن!!
واذا كان هذا حال الوزير فعذره انشغاله بمهام عمله.. ولكن ما لا يجوز التسامح فيه او التغاضى عنه هو الغياب التام والاهمال من قبل المكتب الإعلامى للوزارة وتقاعسه عن أداء مهام عمله البسيطة والتى تقتضى وفقا لأبجديات العمل الإعلامى متابعة جميع الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية ومنصات السوشيال ميديا، فيما يتعلق بمجال عمل الوزارة، ورفع تقارير للوزير فى كل ما ينشر حول الوزارة.. والرد سواء كان بالنفى أو الإيضاح فيما يكتب أو يقال.
ورغم ذلك تجلى واضحا انعدام دور المكتب الاعلامى لوزارة الآثار الذى يتقاضى موظفوه مرتباتهم من أموال دافعى الضرائب من المواطنين ليكونوا همزة وصل بين الوزارة والرأى العام، من خلال المتابعة الجادة والمسئولة لما يكتب وينشر فى وسائل الإعلام المختلفة.
الارض التى أتحدث عنها ارض الدولة.. والآثار التى تكمن بداخلها ملك وطنى.. فلم اسع بقلمى للاستحواذ على الارض ولن امنح جزءًا مما يكتشف فيها.. فقط أبحث عن الحقيقة لاستكمال ما تسعى اليه الدولة جاهدة من اكتشافات اثرية تضاف الى رصيد مصر الحضاري. لن أكل ولن امل فى أداء مسئوليتى المهنية.. وفى حقى كمواطنة تريد أن تحفظ لمصر ثرواتها وتاريخها.