رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

أطرف ما تسمعه أو تقرأ عنه أن فلان أو فلانة صارعا مرض السرطان وانتصرا عليه، أو أنه توفى إلى رحمة الله بعد فترة طويلة من الصراع مع السرطان، الكثير ممن نجاهم الله من المشاهير، يحتفون بهذا النصر فى الميديا ووسائل الإعلام، ويتلقون التهانى على مدار الأيام.

بالطبع نحن نتمنى لجميع مرضنا، وخاصة الذين أصيبوا بالسرطان، الشفاء العاجل، كما نتمنى لهم أن يحتفوا بشكل دائم بالتعافى، لكن ما يجب أن نتوقف أمامه فى هذه الصياغات ليست كلمات الشفاء وغيرها، بل كلمات مصارعة المرض والانتصار عليه.

المتعارف عليه أن العلماء الأجانب وضعوا منذ عدة سنين بروتوكولات علاج للمرض، تختلف من نوع إلى نوع، هذه البروتوكولات قد يتداخل بعضها مع بعض، لكن كل بروتوكول يخصص لمرض بعينه، القولون، الكبد، الكلى، الرئة، الغشاء البلورى، وغيرها.

الطبيب المعالج يقر البروتوكول المناسب لكل حالة، دون عبقرية ولا أستاذية كما يشاع ويتردد بأن الطبيب الفلان أستاذ كبير فى علاج كذا، مع أنه لا يختلف كثيراً ولا قليلاً عن طبيب شاب، كل منهما يقر البروتوكول العلاجى الذى توصل له العلماء الأجانب، نجح البروتوكول فى إخفاء المرض كان بها، وفى حالة فشله يكون المريض قد وصل إلى نهاية المطاف، فلا علاج له، وبالتالى يتوقف عن تلقى أية أدوية الا علاج تخفيف الألم، حيث إن المرض خلال هذه الفترة ينتقل من مكان إلى آخر فى جسم الانسان إلى أن يسترد الله عز وجل وديعته.

 وكما ما هو واضح لا وجود لكلمة صراع أو مصارعة أو انتصار، هناك علاج، ومريض وطبيب، مثل سائر الأمراض، الطبيب يقر العلاج، والمريض يتلقاه.

لكن علينا أن نعترف بأن أصعب ما يمر به المريض خلال فترة العلاج، الآثار السلبية للعلاج، خاصة العلاج الكيماوى، وهو فى رأيى من أصعب وأسوأ ما يمربه المريض، الكيماوى يترك آثاراً مؤلمة على جسد المريض، قد يظهر بعضها وقد يعانى المريض منها جميعاً، مثل سقوط الشعر، القىء، فقدان الشهية، تغير فى طعم الطعام والشراب، زغللة فى العين، التهاب فى الأعصاب والأطراف، انتشار الفطريات فى الفم. آلام فى الجسم، وغيرها من الآثار المؤلمة التى تختلف من مريض إلى آخر.

وللإنصاف المريض خلال فترة العلاج يحتاج إلى شخصيات تدعمه نفسياً وتوفر له العلاج بعيداً عن المعاناة والبيروقراطية، والحمد لله ربنا يسر لى هذا فى طبيبات جمعية مصر الخير، التى يرأسها فضيلة الفقيه العلامة المفتى السابق د. على جمعة، وهن بأمانة كالملائكة، ولولاهن لتعثرت كثيراً فى تلقى العلاج، وهن الدكاترة: وسام وياسمين ودينا، اللاتى أدين لهن بالجميل، ولا أنسى الأستاذ إسلام المسئول عن مرضى السرطان بسان بيتر، الذى يشملنى برعاية كبيرة، وينهى جميع الاجراءت المطلوبة ولا يتركنى سوى فى غرفة تلقى الجرعة. المشكلة كما سبق وأضحت ليست صراعاً مع المرض بل رعاية.

[email protected]