رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مازلنا نفتش فى مجتمعنا عن حقول الألغام ونقتحم أسرار البيوت وكشف ستر عورات ما أفرزه المجتمع من أمراض ومخاطر أصابت كبد البيوت المصرية..أثرت سلباً على كاهل هذه البيوت التى فقدت رونقها وبساطتها لتعيش غارقة فى هموم مجتمعية... «العنوسة» موضوع هذه الحلقة.. كلمة حروفها بسيطة إلا أنها تختزل فى طياتها الكثير والكثير من صفات التوتر والهموم والقلق وسوء الحظ بل و«الندب واللطم»  خاصة الأم على تخلف ابنتها التى تجاوزت الثلاثين عاما أو قربت على الأربعين.... ونظرة المجتمع والجيران والأصدقاء لهذه الفتاة وحالة الإحباط واليأس إذا ما رأت صديقاتها فى عمر الزهور فى بيوت أزواجهن... الظاهره الخطيرة التى أصابت النفوس فى «مقتل»  والعنوان الأبرز لمن «فاتها القطار» لتقضى العيش بين أهلها بنفسية سيئة.

أكدت تقارير رسمية وغير رسمية ارتفاع ظاهرة «العنوسة» فى مصر، ويبدو أن الزواج لم يعد من أولويات الشباب.. وهناك معتقدات وأفكار أصبحت راسخة فى نفوس الشباب أكبر بكثير من الرغبة فى تكوين أسرة وبيت.. وهناك أخرى لتأخر سن الزواج أهمها رحلة شاقة من العناء والبحث عن وظيفة «ياكل منها عيش» فى ظل انعدام أو توفير الوظائف اللائقة لهم بما يتناسب مع مؤهلاتهم الجامعية أو حتى غير الجامعية... وأصبح الشاب يعتمد على الفهلوة وخفة اليد حتى أصبح المؤهل الجامعى لا يزيد عن كونه «برواز على حيطة» ... ده لو كان فى حيطة أصلا... أما الفتاة فلم تعد تكترث بتخطى سنوات العمر فقد تتعدى العقد الرابع وما زالت تصر على البقاء بعذريتها  إلى أن تجد الرجل المناسب الذى يوفر لها الحياة الكريمة والمستوى المعيشى اللائق...والريف أصبح مثل الحضر حيث تغيّرت عقلية المرأة التى أصبحت تبحث أكثر عن استقلاليتها المادية من خلال إتمام دراستها وضمان فرصة عمل...وأصبحت كالرجل هى الأخرى... كلاهما يبحث عن كليهما حتى سقطوا فى متاهات الحياة.

 وعلى ضوء هذا التطور لم تعد العنوسة ذلك الشبح الذى يهدد معظم الفتيات... فالطرفان غارقان فى بحر العنوسة. فالظاهرة تستشرى بسبب ضعف الإمكانات المادية وتدهور القدرة الشرائية والغلاء الشديد فى ظل ارتفاع كلفة الزواج... ده طبعا غير سكن الزوجية الكارثة الأكبر التى تواجهها كل أسرة بمجرد التفكير فقط فى زواج الأبناء..

لقد انتهى عهد التضحيات والإخلاص والوفاء للطرف الآخر وحل مكانه الماديات بكافة أنواعها.... وقد لعب الإعلام الفاسد والأعمال الفنية الدرامية الهابطة التى تعتمد على المظاهر وترف الحياة دورا كبيرا فى ذلك حتى أصيب الشباب باحباط وحالة من الرغبة فى التمرد على حياتهما.. وأصبح ارتباط السعادة بارتفاع المستوى المعيشى والمادى والتقليد الأعمى بالتباهى واقتناء أحدث وسائل الترف.... الامر الذى أصاب الجميع باليأس فعزف الشباب تماماً عن الزواج... واكتفوا  بالفرجة الرخيصة والأحاديث الجانبية... واللعب على المشاعر والاعتماد على التأليف والزيف فى جذب كليهما.

وللأسف الخاسر الأكبر فى قضية العنوسة هى الفتاه... فعلى وقع تبلد المشاعر فقد الشباب والفتيات الأمان وصدق المشاعر لبعضهما... فمن أين يأتى الحب والصدق ونقاء العلاقة والجميع غارق فى مسارح الحياة الدنيوية... فليست فى العنوسة الازمة بل الازمة الأخطر فى ارتفاع نسب الطلاق أيضا... وانى مقتنعة بأن هموم المرأة والرجل زادت بعد انهيار جبال العاطفة والحب الصادق الذى يحافظ على جدية الانتماء للعلاقة وهى الأمان وتحمل المسئولية.. فعلى الرجل ألا ينسى أن قلب المرأة بحاجة الى الشعور بالأمن والامان مع الرجل.. فالرجولة هنا تكمن فى القدرة على توفير هذا الإحساس للمرأة..لأن المرأة فى بعض اللحظات تشعر مثل كل كائن بالضعف..والرغبة فى الحماية وهنا يأتى دور الرجل...وتظهر الرجولة فى الوقت المناسب لحمايتها...وهذا ما تفتقده أيضا معظم الفتيات.. الأمان .. وللحديث بقية.

---

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية

وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

[email protected]