رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

آخر اجتماع عقده الدكتور مصطفى مدبولى لمتابعة ما تم فى ملف الرى الحديث يدل على شيء مهم.. هذا الشيء هو الرغبة فى أن يسير الملف من خطوة إلى خطوة أخرى بعدها فلا يتعطل ولا يتوقف فى مكانه! 

والحقيقة أن ما قام به مدبولى فى هذه النقطة على وجه التحديد هو شيء لا بد منه فى كل الملفات، وليس فى ملف الرى الحديث وحده، لأننا إذا راجعنا بعض ملفات حياتنا العامة، سوف نكتشف أنها أحوج ما تكون إلى هذه المتابعة التى بغيرها لا يتحقق ما يجب أن يكون فى كل ملف على حدة! 

ورغم حاجتنا إلى المتابعة كمبدأ لا يجوز أن يغيب عن أعيننا فى كل الملفات دون استثناء، إلا أن حاجتنا إليها فى موضوع الرى الحديث بالذات هى على أشد ما يكون! 

وإلا.. فهل هناك ما هو أغلى من الماء فى حياة أى شعب؟!.. وهل هناك ما هو أحوج فى حياتنا إلى المحافظة عليه من قطرة الماء نفسه؟!.. إننا لا نزال نردد الآية الكريمة التى تقول «وجعلنا من الماء كل شيء حى «ولكننا لا نزال نرددها نظريًا فى الكثير من المناسبات، ولا نزال لا نلتفت إلى أن جوهرها هو أن الماء يعنى الحياة ذاتها، وأنه بدونه لا حياة على الأرض! 

وليس الرى الحديث سوى وضع كل قطرة ماء لدينا فى مكانها الصحيح من حيث طريقة الاستفادة بها، وليس هذا النوع من الرى سوى إعادة «توظيف» المياه فى حياتنا بالطريقة التى تجعلنا ننتج ما ننتجه حاليًا هو نفسه، ولكن بكميات مياه أقل.. وبالتالى ففى إمكاننا أن نضاعف مما ننتجه بما هو متاح لنا من الماء!.. نضاعفه بالمعنى الحقيقى للكلمة فنوظف ماءنا على الصورة الأفضل! 

ولا أعرف متى سيعمل كل واحد منا على ترشيد استخدامه للمياه، ولكن ما أعرفه وأراه فى أكثر من مكان أن ادراك كثيرين منا لقيمة المياه فى حياتهم وفى حياة الانسان عمومًا ليس هو الإدراك المفترض.. وإذا شئت فراقب الطريقة التى يتعامل بها كثيرون حولك مع المياه، وإذا شئت فاذهب إلى أى مبنى حكومى لترى هناك كيف يستهين الناس بالماء، وكيف يهدرونه فيما لا يفيد ولا ينفع! 

المتابعة التى كانت عنوانًا لاجتماع دعا إليه رئيس الحكومة، لا تزال فى حاجة إلى ترسيخها وتثبيتها فى حياتنا، لأنها قيمة غائبة فى كثير من وجوه عملنا، ولا بديل عن إحيائها فى كل مناسبة وفى كل ملف، لأنه لا انجاز بغيرها، ولا وصول إلى ما نريده ونحتاجه إلا بها!