رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

فى عام 2011، حينما زار شيخ الأزهر قداسة البابا شنودة الثالث، ليؤدى العزاء فى شهداء كنيسة القديسين، عرض عليه فكرة «بيت العائلة المصرية»، فرحب بها، وبالفعل صدر قرار رئيس مجلس الوزراء بتأسيسه عام 2011, وأصبح مقره الرئيسى مشيخة الأزهر بالقاهرة، ويجمع ممثلى الطوائف المسيحية وعلماء الأزهر فى مصر وعددا من الخبراء والمتخصصين، ويعين له أمين عام وأمين عام مساعد.

 ومن أهم أهداف «بيت العائلة المصرية» العمل بجانب مؤسسات الدولة على حفظ القيم ونشر السلام والدفاع عن حقوق الإنسان، وتأكيد المواطنة والعمل من أجل مستقبل أفضل, بالإضافة إلى استعادةý ýالقيمý ýالعلياý ýالإسلامية ýوýالمسيحية،ý ýوالتركيزý ýعلىý ýالقواسم المشتركة الجامعة بينهما وتفعيلها, والحفاظ على نسيج وطنى واحد لأبناء مصر, والحفاظ على الشخصية المصرية وصيانة هويتها.

ويعقد بيت العائلة المصرية مؤتمرات ولقاءات بالتنسيق مع الهيئات والوزارات المعنية، لتقديم التوصيات والمقترحات التى يتوصل إليها العلماء والمتخصصون,  وأنشأ عدة فروع فى محافظات مصر لبلورة خطاب دينى جديد يقضى على التناحر الديني, كما عقد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون مع الهيئات والمؤسسات، أبرزها بروتوكول تعاون مع جامعة عين شمس منذ عام 2011, وأنشأ عددًا من جمعيات الصداقة، داخل بعض المدارس المصرية .

وفى الحقيقة لم يتوقف العمل فى بيت العائلة المصرية منذ إنشائه، فالتجربة التى تحمل فى عمق رسالتها التصدى الفكرى للإرهاب، وبناء النفس الإنسانية المتوازنة على مستوياتها كافة تسعى نحو السلام الذى ينشده العالم، الأمر الذى يستحق تحمل كل معاناة وجهد وتفهم وعمل جاد من أجل تحقيقه.

 والحقيقة أيضا أن مردود هذا العمل لم يترك صدى أو تأثيرًا يذكر بعد انقضاء العشرية الأولى لأمور كثيرة منها, لم تكن هناك كثافة فى التناول الإعلامى لأنشطته، التى تمثلت فى اجتماعات ومبادرات ومشروعات تبنتها لجانه الثماني، وفروعه التى بلغت 16 فرعًا على مستوى الجمهورية, كما أنه واجه تدابير البدايات الصعبة، بالاضافة الى أنه مجلس استشارى أو بيت خبرة لرأس المال الدينى، فلا يمتلك صلاحيات تنفيذية، وبالتالى فهو بحاجة إلى المشاركة بكثافة فى السياسات الثقافية، والتعليم، وتطوير العلاقات الاجتماعية، والإعلام، وتقديم مقترحات سياسات وأفكار لدعم المواطنة فى المجتمع المصرى.

 ولا شك أن كثيرا من الآمال عقدت على «بيت العائلة المصرية» خلال السنوات الماضية, ولذلك لم يسلم من انتقاد البعض -أحيانا - لضعف دوره أو عدم تدخله بفاعلية فى التوترات الدينية، وهى مسألة تحتاج إلى مناقشة خاصة فى ضوء اختلاف طبيعة الأحداث من مكان لآخر، ومن وقت لآخر.

 وبالرغم من ذلك تظل هذه التجربة مهمة، وجديرة بالدعم والمساندة، فهى تشكل مساحة للالتقاء بين المسلمين والمسيحيين، بها تعارف، وتواصل، وعلاقات اجتماعية، تساعد دون شك فى بناء شبكات أمان اجتماعى تلقائية على مستوى المجتمعات المحلية, ويكفى أن هذا الكيان الذى يضم مسلمين ومسيحيين استطاع الصمود عقدا كاملا، رغم التقلبات والتطورات والمنعطفات التى مر بها المجتمع المصرى خلال الفترة الماضية بالمقارنة بكيانات أهلية، ولجان، وتجمعات أطلقها مثقفون خلال فترات سابقة من أجل تعميق العلاقات الإسلامية المسيحية لم يٌكتب لها البقاء، وعمر بعضها لم يتجاوز اجتماعها الأول.

ونحن إذ نبارك بانقضاء «العشرية الأولى» ننتظر الكثير من العشرية الثانية فى حياة «بيت العائلة المصرية», خاصة بعد أن استقرت الأوضاع وتحسنت الظروف واكتسب خبرة لا بأس بها حتى يتحقق الغرض المنشود والأمل المرجو فى غد أفضل حاليا من الصراعات والنزاعات, وأن يكون المجتمع المصرى لحمة واحدة على قلب رجل واحد كما كان دائما,لا يؤثر فيه حقد حاقد أو مكيدة كائد.

[email protected]