رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

أثناء الجولة اليومية على صفحات التواصل الاجتماعي.. وهى جولة عادة تكون بشكل عفوى وعلى غير هدى، وكأن الواحد يدخل من شارع إلى حارة ومن حارة إلى زقاق.. وفى الطريق يقابل عشرات البائعين الجائلين الذين يعرضون بضاعتهم من آراء ووجهات نظر فى بوستات وفيديوهات وكوميكس.. والجميع يحاول الترويج لما يعرض بقليل من الجدية وكثير من خفة الدم إلى حد السخافة.. وهى قصة أخرى، ليس مجالها الآن، فما شاهدته فى أحد الفيديوهات يحتاج إلى وقفة ورسالة!

الوقفة.. سببها أن المستحيل يمكن أن يتحقق بسهولة، وما نتصوره أحلام بعيدة المنال هى فى الحقيقة موجودة فى الواقع وأقرب لنا من حبل الوريد.. فقد شاهدت فيديو عن مدرسة فى قلب القاهرة، ولكن فى قلبها العشوائى وتحديدًا فى عزبة خير الله، وهالنى ما رأيت.. مدرسة عصرية جدًا متطورة وكأنها فى أرقى الأحياء ومخصصة لأبناء الأغنياء ومصاريفها بعشرات الآلاف من الجنيهات.. ولكنها غير ذلك تمامًا فهى فى قلب منطقة فقيرة جدًا ولأبناء الفقراء ومجانًا ومع ذلك تقدم تعليمًا من أرقى ما يمكن تصوره، وفوق كل ذلك جميلة ومنظمة وفيها كل شيء للتعليم وتنمية المهارات والمواهب!

ما هذه المدرسة التى تعمل كل ذلك؟.. هى «مدرسة جمعية تواصل» بعزبة خيرالله، وهذه العزبة اعتبرتها الحكومات المتعاقبة منذ التسعينيات، منطقة خطيرة ونفضت يديها منها وتركتها بخيرها وبشرها، فجاءت جمعية تواصل، وبالمناسبة لا أعرف أحدا منها على الإطلاق، وقامت ببناء مدرسة من تبرعات الأفراد والقطاع الخاص، وبدون أن تتحمل الدولة جنيها واحدًا  على ما أعتقد!

وتتكون المدرسة من 10 فصول دراسية (2 لرياض الأطفال -8 للابتدائي)، ومعمل حاسب آلي، ومطبخ ومطعم لتغذية الطلبة والعاملين من المنطقة، ومسرح مجهز وبسعة ١٠٠كرسي، هذا بالإضافة إلى مكتبة يستفيد منها طلبة المدرسة وأطفال المنطقة، ومعمل علوم، ملعب رياضي، وقاعة تدريب واجتماعات وقاعات أنشطة حرفية (النجارة، النحاس، التفصيل، الخياطة، التطريز، فن العرائس، وغيرها، كما يتوفر بالمدرسة عدد من الأنشطة الفنية ( أكروبات، أكروبات هوائية، كورال، إيقاع، فلكلور، تمثيل)، كما أن المدرسة مجهزة لاستيعاب ذوى الاحتياجات الخاصة.. وبالمناسبة هل توجد مدرسة حكومية مجهزة لاستيعاب ذوى الإعاقة؟

 وتتضمن المدرسة شيئًا عجيبًا نفتقده تقريبًا فى كل التجمعات العمرانية والمدن الجديدة التى تبنيها الدولة، وهو موضوع خطير نناقشه فيما بعد.. ففى المدرسة محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 50 كيلو وات لإمدادها بالطاقة اللازمة للتشغيل، وبذلك تساعد على تقليل تكاليف التشغيل مع الحفاظ على البيئة المحيطة والاستفادة من الموارد الطبيعية، لغرس مفاهيم الاستدامة البيئية للطلاب!

أما بالنسبة إلى الرسالة.. فشرحها يطول فى مقال آخر.. لكن السؤال المهم هل سمع وزير التعليم الدكتور طارق شوقى عن هذه المدرسة شيئا؟

[email protected]