رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

وسط هدووء الشارع الذى يعج بالبشر من كل الاتجاهات وبرووود المارة، استقبل الأسفلت وبكل حفاوة.. واقعة دموية فى قلب مدينة الإسماعيلية فى مشهد مأساوى بشع تقشعر له الأبدان، انتهى بقطع رأس صديق لصديقه. وعلى الطريقة الداعشية وأفلام الرعب المفزعة... تخلو تماما من أى مشاعر الانسانية أو أى وازع دينى أو حتى أخلاق أولاد البلد.. القاتل أكد فى تحقيقات النيابة انه قتل الرجل بوحشية لاغتصابه أمه واخته.. أيا كان السبب، فمشاهد القتل أصبحت «لذيذة» وطعما مختلفا أيضا للأسف.

 فى سابقة لم تحدث فى الشارع المصرى أذهلت العالم وهزت الرأى العام.. وخطفت أنظار معظم وكالات الأنباء العربية والعالمية والإعلامية.. وذعر الناس فى البيوت عند مشاهدة مقطع التمثيل بالجثة.. ومن ثم تمزيق الرأس وحمله بين يديه ووضعه فى كيس أسود ليتراقص به وفى دقائق فقط «دراكولا» على الهواء مباشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي... وبكل بروووود.. لينتهى السيناريو الدموى بمطاردة الأهالى له بعد أن هدد الماره بالسكين لينتقم الناس من القاتل بسحله وضربه.

طيب هو الناس فى الشارع راحت فين.... والقاتل ماشى «بيتمختر» وسط الجماهير ماسك «الساطور»... وكأنه ماسك «سلاكة أسنان».... جمهور الشارع الذى شهد واقعة الذبيح مشغول فى تصوير وتوثيق المشهد والتسابق أيضا على رفع الحادث مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعى والتيك توك وغيره.. هوس فضائى وفرز دموى جديد بدأ ينتشر مؤخرا... مناظر القتل العمد والتمثيل بالجثث وبكل وحشية... والغريب قد يكون بين أفراد الاسرة الواحدة الأزواج والأبناء.. وبين أصدقاء العمر... والأقارب... إلى هذا الحد أصبحنا غارقين فى مستنقع الجحود والقسوة والغل والكره وكل صفات البغاء.. وأين ذهبت الانسانية... والخوف من الله؟!

 للأسف أصبحنا شعبا فاقد الحنان.. ومفقود الانسانية.. إنها ظاهرة خطيرة تهز عرش المجتمع المصرى الطيب البسط «أبو دم خفيف» والمشهور فى العالم كله بخفة الدم والضحك الحلو.. وقدرته العجيبة وبكل بشاعة على تحويل مواقف الحزن الى ابتسامة تخترق الوجدان... جرائم قتل بشعة ولأسباب تافهة انتشرت مؤخرا فى المجتمع وبشكل ملحوظ فى فى السنوات الأخيرة بطرق وحشية، معظم هذه الجرائم أصبحت مرتعا للبيئة البسيطة والطبقات الكادحة والخلاف على حفنة من الجنيهات... ظاهرة تستحق التأمل والدراسة.

فسرها متخصصون ومحللون فى علوم النفس والاجتماع أنها ترتبط بظروف المجتمع نفسه، والتركيبة الفسيولوجية وخصائص هذه الظروف... وكذلك المتغيرات التى حدثت به خلال الآونة الاخيره تبدأ بالأسرة كنواة حقيقية لأى مؤشر اجتماعي.. والمناخ النفسى والصحى لها... ومدى ضعف الوازع الدينى والروحى والأخلاقى. فالمجتمع الآن يترنح ما بين الإفراط أو التفريط، فإما تشددا واهتماما بالمظهر وليس الجوهر وصحيح الدين وإما تفريطا وبعدا عن الدين... وسوء التربية والتعليم وهى حجر الأساس فى تشكيل الشخصية وتنشئتها تنشئة سوية وغياب دور الأمهات والآباء فى التربية وانشغالهم أكثر فى توفير أبسط مظاهر الحياة وإهمال الإشباع العاطفى للأبناء والترابط الأسر الأمر الذى قد يقود المجتمع إلى خلق جيل منحرف.... وانهيار منظومة التعليم وغياب دور المدرسة والمعلم فى التوجيه والإرشاد وثقافة المجتمع التى تشجع على العنف والجريمة.

 بالإضافة إلى الإدمان، فالمخدرات تزيد من معدل الرغبة لدى المتعاطى فى القتل والسرقة وارتكاب جرائم الخطف والشرف وغيرها.... كما أن الإدمان يعد من أكثر الأسباب التى تؤدى إلى زيادة معدلات الجريمة... وارتفاع أطفال الشوارع ومعدل الطلاق بشكل مخيف والعنوسة وغيرها من الأمراض المجتمعية التى يفرزها انتشار المخدرات.

الزمن يغير فيك أشياء كثيرة، مفاهيمك.. قناعاتك.. اهتماماتك.. أفراحك، لكن إياك ان يغير فيك أموار لا تقبل التغيير.. مبادئك وطيبتك وأخلاقك... فلا يمكننا أن نقنع الجيل الجديد بأن التعليم هو مفتاح النجاح طالما نحن محاطون بخريجين فقراء.. ولصوص أثرياء.

--

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية

وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية