عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

مبدع من طراز فريد، معجون بالكبرياء، ملفوف بالشموخ والكرامة، واثق فى نفسه وفنه إلى أبعد الحدود، يعتز بما يعمل ويُقدر قيمته، لم يتكيف أو يُساير الوضع الراهن من أجل الظهور والشهرة والمال,  يضحى بكل شيء من أجل ما يعتقد أنه صحيح, لم يكمل مسيرته مع عبدالحليم حافظ لتصرف لم يعجبه من العندليب مع أحد الشباب الذى  جاء ليقدم له كلمات أغنية, وخسر تعاونه مع  محمد عبدالوهاب لشعوره بما اعتبره إهانة فى منزل موسيقار الأجيال , وكذلك رفض أن يُكمل عمله مع أُم كلثوم بسبب تغييرها لكثير من كلمات أحد أشعاره، فقد شعر أن القصيدة لم تعُد قصيدته, وجاءت هذة المواقف جميعها انتصارا لمبادئه التى لم يحد عنها حتى الآن رغم تجاوزه الثمانين عاما.

تجربة ممتدة ومتنوعة لمتعدد المواهب مجدى نجيب، تشكلت منذ دخوله المعتقل السياسي، فى أواخر الخمسينيات، ثم عمله بالصحافة والرسم وكتابة الأغنية والتأليف للأطفال، وغيرها من المحطات المهمة فى حياته, ساهم  خلالها فى بدايات هانى شاكر ومحمد منير، ليحفر اسمه بأحرف من نور فى الوسط الفنى المصرى والعربى بشكل عام, معتزا بكلماته التى يكتبها، وكانت بوصلته ومازالت تتجهه  دائما نحو ما يحسه وليس ما يطلب منه.

قفز شعر العامية فى الستينيات قفزات متتالية نحو النجاح والانتشار على يد «نجيب» والذين معه كالأبنودى وعبدالرحيم منصور وسيد حجاب, فشكل وجدان البسطاء لعقود طويلة، وما ميز شعره أن عاميته فى دواوينه وأشعاره الغنائية كان لها معجمها القاهرى ونبرتها المتحضرة التى استوعبت عاميات الصعيد والسواحل والبادية والريف فاستخلص منها أصفى ما فيها من مفردات وتراكيب وصور, وتلقف أشعاره جيلان من عمالقة الغناء كعبدالحليم حافظ وشادية وفايزة أحمد وعفاف راضى ومحرم فؤاد وصباح ومحمد حمام ومحمد منير وسميرة سعيد ومحمد ثروت ومدحت صالح وهانى شاكر وعماد عبدالحليم ولحن أشعاره كبار الملحنين كبليغ حمدى ومحمد سلطان ومحمد الموجى وكمال الطويل ومنير مراد ومحمود الشريف واحمد منيب ووجيه عزيز وغيرهم.

الصدفة وحدها قادته لتأليف أغنية «قولوا لعين الشمس»  التى أنتجتها الإذاعة المصرية  عام 1966، وغنتها الفنانة الراحلة شادية، من ألحان بليغ حمدى, لتحقق نجاحا باهرا ويدخل بعدها عالم كتابة الأغانى من الباب الكبير وهو الذى كان يعتبر كتابة الأغانى نوعًا من العار، إلى أن قابل بليغ حمدى فى حديقة معهد الموسيقى بصحبة الكاتب الصحفى عبد النور خليل, وقتها دار حديث بين مجدى وبليغ، عبَّر خلاله الأخير عن طموحاته فى مجال التلحين، وكيف يحلم بتفجير الأرض بالديناميت.

يحكى «نجيب» عن كواليس الأغنية قائلا: فى نهاية اللقاء، طلب منى بليغ أن أكتب له أغنية، وصدمت من الطلب وشعرت بخوف ورهبة، فلم أتصور يومًا أن أترك الشعر والرسم والصحافة لأكتب الأغانى: «كنت مقتنعًا أن تأليف الأغانى هو نوع من العار بالنسبة للشاعر لأننى بالضرورة سأتنازل عن بعض الأشياء التى قد تضرنى كمبدع عندما أبتعد عن اللعب على الورق بمفردى».

لم تكن التجربة سهلة على الإطلاق بالنسبة لـ«نجيت»، لأنه يكتب تحت قيد اللحن من جهة، ولأنها المرة الأولى التى يجرب فيها الكتابة الغنائية من جهة ثانية و فى النهاية سلم الأغنية وحصل على خمسة جنيهات من الإذاعة المصرية.

وفى كتابه «صندوق الموسيقى فى زمن الفن الجميل بدأ يفرغ مخزونا هائلا من الذكريات واللقاءات والكتابات عن أهل المغنى والفن فى زمنه الذهبى، فرسم مجدداً لوحات بديعة عن طريق الكتابة عن أعلام تلك الفترة من مطربين وشعراء وملحنين والمواقف التى أحاطت بمولد الأغنيات البارزة وبداية الأحداث وشبكة العلاقات الواسعة والمتداخلة التى حكمت دولة الغناء فى مصر. تحية للفنان الشامل ودعوات صادقة مخلصة بمزيد من العطاء والإبداع.

[email protected]