رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد

 

 

 

«إنتى دمياطية.. نفذتى تحقيقات عن ترشيد الاستهلاك فى الماء والدواء والطعام.. الناس تشكو الغلاء وترمى بواقى الطعام والدواء.. فى بلدكم «يقصد دمياط» تجربة إرسال علب وزجاجات الدواء للإدارات الصحية لينتفع بها الغير دون إلقائها فى القمامة».. كانت هذه كلمات الراحل المحترم مهنياً وخلقياً وعملياً أستاذنا إبراهيم سعدة الذى وافق يوم أمس عيد ميلاده.. رحمه الله بقدر ما أعطى وبنى وعلم وألهم تلاميذه العمل بتعاليمه وعطائه ونزاهته.. عليه رحمة الله ورضوانه هو وكل أساتذتنا بأخبار اليوم.

أستاذنا الراحل كان يقدر ما يعانيه المواطن وعلى قناعة بأن الغلاء صعب ولكنه سنة الدول الآن ونتاج الصراع بين دول كبرى ودول أهمل حكامها فى تنميتها بالرغم من ثرواتها.. تأثر بتجربة د. أحمد جويلى العالم الجليل ورمز لنزاهة الحكم والمحافظ والوزير عليه رحمة الله.. حيث طالب المواطنين بدمياط بالعودة إلى ما كانوا عليه بعدم إلقاء أى شىء يمت للطعام بصلة فى صندوق القمامة.. وأهمها زجاجات دواء الأطفال وكل الأدوية التى يتم تعاطى القليل منها والتخلص من الباقى مؤكداً أنها طالما فى عبواتها تصلح للغير.. فلكم الثواب وللمريض غير القادر النفع.. إنها تكافل وصدقة وتوفير للقادرين وغير القادرين وفى نهاية نصب الأعمال الخيرية فى تنمية مصر كلها.. كان يدعو لتوفير المياه فى التسعينيات ومنذ بداية عمله التنفيذى.. لم يكن يتقاضى مرتبه ويخصصه لأجهزة الكل وتوفير علاج ومنظفات للمستشفيات ولفرش المساجد فأعاد للدمايطة ثقة التبرع وهناك العديد من حالات رجال الأعمال الذين أعادوا تبرعاتهم حتى فاض الخير على مؤسسات الرعاية بدمياط.

فنحن الآن نرى الصين بجلالة تنميتها ووصولها للدول الكبرى تطالب سكانها بتخزين الطعام ونحن ما زلنا نرمى الطعام! العالم كله يتابع «سد النكبة» بإثيوبيا وما يريده الجيران لنا من شر وما زلنا نسرف فى المياه ولا نعيد استخدامها، فالماء الخارج من أجهزة التكييف يجب الا  يلقى بالشوارع وإنما لزراعة شجرة أو لاستخدامه للسيارات فهو كما يقال «مكثف».. ماء الوضوء يعاد استخدامه يا عالم.. ماء الغسالات الغنى بالمنظفات يتم به غسيل الأحواض وتنظيف الأرضيات.. لا نرى ما تبقى داخل زجاجات المياه.. إنه توفير وعبادة.. بواقى الطعام تنفع من يحتاجها.. إننا الآن فى مرحلة من لم يرشد استهلاكه سوف يعانى مهما كان قادراً.. وهذا دور الإعلام والذى كان يطالبنا به أستاذنا إبراهيم سعدة فى زمن لم يكن صعباً ويضج بالغلاء والوباء ويتسع لأكثر من 100 مليون مواطن.. انتبهوا يا سادة وصدق الرئيس السيسى عندما قال ونبه لمخاطر تغير المناخ، مشيراً إلى العديد من الإجراءات التى اتخذت فى مصر لترشيد الطاقة وأن تلوث المناخ يهدد حياة العالم.. وكانت كلمته ناقوساً يدق فى رأس كل من له عقل ووعى.

طالب الرئيس السيسى بتقديم 100 مليار دولار سنوياً للدول النامية لتواجه تحديات المناخ.. إن «قمة أسكتلندا» جسدت مخاطر تواجه كل دول العالم بل كوارث تهدد الأرض وما عليها.

إن الإعلام مطالب بالعودة لمجده وإعادة الوعى للمواطن بضرورة ترشيد الطاقة والنظافة وترشيد فى كل شىء وإلا فالمخاطر جسيمة.. ولنعد لبرامج ومسلسلات زمان لمن لا يعلم ولم يتعلم.. إن أعمال البناء والبنية الأساسية فى مصر تحتاج لإعلام واعٍ قوى يبنى الوعى كما نبنى ونعمر المنشآت.