رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لن تستطيع أن تُخفى إعجابك بأداء الحكومة الجزائرية، وهى تتعامل هذه الأيام مع حكومة الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون فى باريس! 

ولا تعرف ما الذى جعل ماكرون يتطاول بهذه الطريقة على بلد المليون شهيد، عندما ذكر مؤخرًا فى واحد من أحاديثه ما معناه، أن أمة جزائرية بالمعنى المفهوم لكلمة أمة لم تكن موجودة قبل الاحتلال الفرنسى الذى داهم الجزائر فى ١٨٣٠!.. هذا كلام من جانبه لم يكن موفقًا بالمرة، ولا كان دبلوماسيًا، ولا كان حتى يراعى أدنى المبادئ المتعارف عليها فى الحديث بين الدول! 

ولأنه كان كذلك .. فالحكومة فى الجزائر لم تشأ أن تجعله يمر دون اجراء من جانبها، تفهم منه باريس أن هذه ليست الطريقة التى تتعامل بها مع الجزائريين! 

ولم تتخذ حكومة الرئيس عبد المجيد طبون اجراءً واحدًا، ولكنها اتخذت اجراءين معًا وفى وقت واحد .. كان أولهما استدعاء السفير الجزائرى من فرنسا للتشاور، وهذا اجراء يشير عند اتخاذه إلى حالة من السخط لدى الحكومة التى سحبت سفيرها .. وكان الإجراء الثانى هو منع الطيران الحربى الفرنسى من المرور فى الأجواء الجزائرية، وهذا بدوره اجراء أشد لأن الطيران الفرنسى من هذا النوع، لا يتوقف عن التوجه إلى دول الساحل والصحراء الواقعة جنوب دول شمال أفريقيا على ساحل البحر المتوسط .. وتظل الجزائر بحكم مساحتها الكبيرة فى المقدمة من هذه الدول فى شمال القارة السمراء! 

ولابد أن اجراءً كهذا أمام الطيران الفرنسى قد أوجع فرنسا جدًا، لأن لها مصالح كبيرة فى دول الساحل والصحراء، وبالذات فى مالى الواقعة جنوب الجزائر! 

وقبل أيام معدودة كانت حكومة ماكرون على موعد مع اجراء ثالث، عندما قررت الحكومة الجزائرية تعريب التعاملات الوزارية على مستوى وزارتى الشباب والتكوين المهنى، ومنع استخدام اللغة الفرنسية فى التعاملات الخاصة بالوزارتين! 

وقد صادف الإجراء ترحيبًا وحماسًا كبيرين فى الداخل الجزائرى، وانطلقت دعوات إلى تعميمه على مستوى كافة الوزارات فى الجزائر.. وفى الإجراءات الثلاثة سوف ترى بشكل واضح أن الجزائر غاضبة على ماكرون إلى أبعد حد، وأنها لا تقبل منه أى مساس بالكرامة الوطنية، وأنها لا تعثر على اجراء يمكن أن تتخذه للتعبير عن سخطها، إلا وتسارع إلى اتخاذه من أقصر طريق! 

والرئيس الفرنسى ليس فى حاجة إلى شيء، قدر حاجته إلى واحد ممن حوله يهمس فى أذنه، بأن الرجوع إلى الحق خير من التمادى فى الباطل!