عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 

 

 

فارق كبير بين خطاب النصر وخطاب الهزيمة.. فارق كبير بين خطاب العزة والمجد الذى ألقاه الرئيس السادات أمام مجلس الشعب فى أعقاب انتصار أكتوبر وبين خطاب الخداع والذل والمهانة الذى ألقاه عبدالناصر عبر أثير الإذاعة المصرية.

 

بعد وقوع الهزيمة فى نكسة يونيو 67 لم يجد الزعيم والقائد الملهم عبدالناصر سوى صديقه الكاهن الأعظم محمد حسنين هيكل للاستعانة به فى خطته الجديدة لخداع الشعب والهروب من المسئولية.. ذهب عبدالناصر بتفكيره إلى الاستمرار فى نفس خطة الخداع التى استخدمها أثناء الحرب ولكن بطريقة مختلفة.. فهو يعلم أن الإعلام الذى استخدمه أثناء الحرب نجح فى خداع الشعب لبعض الوقت.. حتى إن المعركة كانت فى وادٍ والشعب فى وادٍ آخر.. هزيمة قاسية على الأرض.. وإعلام يهلل ويبشر بنصر مبين.. فاق الشعب على الهزيمة ولكن عبدالناصر لم يمهل أحدًا فرصة لمجرد التفكير.. من خدعة المعركة إلى مسرحية التنحى.. والإعلام هو البطل فى الحالتين.. عندما بدأ الشعب يفيق جلس ناصر وهيكل للاتفاق على صياغة خطاب عاطفى يعلن فيه تحمله للمسئولية واستعداده للعودة لصفوف الجماهير.. وفى أعقاب ذلك تخرج مظاهرات مصطنعة تطالب الزعيم بعدم التنحى وهو ما حدث بالفعل.. ففى ظل غياب مؤسسات الدولة وسيطرة حكم الفرد خرج ناصر عبر أثير الإذاعة ليلقى الخطاب الذى أعده هيكل وعلى الفور خرجت المظاهرات التى أشرف على اعدادها أعوان ناصر وأركان حكمه.

استخدم ناصر فى خطابه عبارات رنانة على وزن التواطؤ الاستعمارى والقوى المتآمرة.. واعترف بسيطرة العدو على سماء المعركة.. وتحدث عن مؤامرة كبرى.. وقوى السيطرة العالمية.. ثم أعلن تحمله للمسئولية ورغبته فى التنحى.

نجح عبدالناصر فى خداع الأمة لبعض الوقت.. لكن أبدا لم ينجح فى خداعها كل الوقت.. وتجلت الحقيقة بعد تحقيق نصر أكتوبر تحت قيادة الرئيس السادات.

بعد انتصارات أكتوبر المجيدة توجه السادات بطل الحرب إلى مجلس الشعب ليلقى خطابه الشهير.. ولأن مصر كانت دولة مؤسسات.. فقد ذهب الرئيس إلى البرلمان ممثل الشعب ليلقى خطابًا تاريخيًا تحدث فيه عن ساعات النصر وتفاصيل معركة العبور.

تحدث الرئيس السادات عن أعظم 11 يومًا فى تاريخ مصر.. بل الأمة العربية.. وقال فى تواضع شديد.. فيما يتعلق بنفسى فقد حاولت أن أفى بما عاهدت الله وما عاهدتكم عليه.. وهو ألا أدخر جهدًا ولن أتردد دون تضحية مهما كلفنى ذلك.. وقال الرجل عبارته الشهيرة.. اعتقادنا دائمًا كان ولا يزال أن التمنى بلا إرادة نوع من أحلام اليقظة.

وفى إشاره إلى عار وذل الهزيمة قال الرئيس السادات ظللنا نحتفظ برؤوسنا عالية فى السماء وقت أن كانت جباهنا تنزف الدم والألم والمرارة.. وفى إشارة أخرى إلى دور الشعب فى المعركة، قال الرئيس الشعب احتفظ بإيمان غير محدود، وكان ذلك هو الخط الفاصل بين النكسة والهزيمة.. وأن إيمان الشعب هو القاعدة وإذا كانت القاعدة سليمة فإن كل ما ضاع يمكن تعويضه.

تحية إلى الرئيس السادات فى ذكرى الانتصار.. وتحية إلى أبطال القوات المسلحة الذين حققوا معجزة على أعلى مقياس عسكرى.. نعم وكما قال الرئيس السادات إن التاريخ العسكرى سوف يتوقف طويلا بالفحص والدرس أمام عملية السادس من أكتوبر.

كانت زعامة السادات زعامة حقيقية.. فقد حقق النصر وغيّر مجرى التاريخ.. لكنه لم يأخذ حظه من التكريم وهذا قدره.. فمن العجيب أن يكون للرجل الذى جلب الذل والعار حواريون ودراويش.. أما من حقق النصر وعادت على يديه العزة والكرامة لم يكن له نصيب من الوفاء الذى يستحقه.