رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

الحديث عن قضية فى دولة مالى الأفريقية، هو فى حقيقته حديث عنا نحن هنا، ليس فقط لأن مالى واحدة من دول القارة السمراء، ولكن لأنها واحدة من بين خمس دول أفريقية ممتدة من شرق القارة على حدودنا إلى غربها وتسمى دول الساحل والصحراء!

وأولى هذه الدول هى تشاد التى تقع على جوار مباشر مع ليبيا المجاورة لنا، وهذا من شأنه أن يجعل من القضية المثارة هناك هذه الأيام قضية تعنينا بشكل أو بآخر!

القضية هى ما أذاعته وكالات الأنباء على لسان شوجويل مايجا، رئيس الحكومة الانتقالية فى مالى، حول مسألة الإرهاب الذى يمرح فى بلاده منذ فترة.. إن شوجويل يتحدث عن أن ضباطًا فرنسيين دربوا تنظمات مسلحة فوق الأراضى المالية!

طبعًا هذا الكلام له خلفيات فى العلاقة بين فرنسا ومالى، منذ أن قرر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون سحب قوات لبلاده كانت تتواجد منذ سنوات فى مالى.. وبمجرد انسحاب القوات الفرنسية توجهت حكومة شوجويل إلى الاستعانة بقوات من دول أخرى، وكانت روسيا جاهزة لإمداد مالى بهذه القوات البديلة من خلال عناصر شركة فاجنر الخاصة الشهيرة!

ولأن فرنسا تعتبر مالى من بين مناطق النفوذ السياسى لها فى أفريقيا، فإنها قد أصيبت بالجنون بمجرد أن عرفت أن روسيا تتجه إلى أن تحل محلها، وراحت الحكومتان الفرنسية والمالية تتبادلان الاتهامات، إلى أن وصل الأمر إلى حد ترديد هذا الكلام الخطير على لسان رئيس الحكومة الانتقالية!

وهو لا يردد كلامه واتهاماته الخطيرة وفقط، ولكنه يذهب إلى مدى أبعد وأخطر فيقول إن لديه دليلًا على صحة ما يقوله ويردده!

والذين يتابعون العلاقات بين فرنسا ودول المغرب العربى هذه الأيام يلاحظون أن ما بين الفرنسيين والماليين فى القارة ليس فريدًا من نوعه، والدليل على ذلك أن باريس فاجأت المغرب، والجزائر، وتونس، بتخفيض التأشيرات الممنوحة لمواطنى الدول الثلاث إلى النصف! صحيح أن ذلك كله له علاقة بالسباق الانتخابى الرئاسى الذى سيخوضه ماكرون فى مايو المقبل، ولكن الأصح منه أن عواصم أوروبا التى استعمرت دولًا فى القارة الأفريقية لا تزال غير قادرة على أن تصدق أن هذه الدول صارت دولًا مستقلة ذات سيادة!