رؤى
هل يعقل أن نترك سيدة مسنة تحمل أسطوانات الغاز على كتفها وتصعد بها سلالم المنازل وتركيبها؟ تابعت التقرير الذى بث فى برنامج «مساء دى إم سى»، عن سيدة بالغربية، لم يذكروا اسم البلدة، عمرها 64 سنة، زوجها مات منذ 45 سنة، وترك لها ربما 4 أو 5 أولاد فى المدارس، زوجها كان يعمل بمهنة إصلاح الأحذية، بعد وفاة زوجها وجدت أن هذه المهنة لا توافق المرأة، عملت ببيع أسطوانات الغاز، التقرير صوّر السيدة المسنة وهى تحمل الأسطوانة وتدفع بالثانية إلى أحد المنازل، السيدة أكدت فى التقرير أن ما يعود عليها من بيع الأسطوانة 5 جنيهات لا غير، وقد تعود إلى البيت بعشرين جنيهًا.
لن أقول الفقر، ولن أتحدث عن دور الحكومة ولا المحافظة المعنية، بل أسأل: هل يفترض أن تُترك سيدة فى عمر 64 سنة تعمل إلى هذا اليوم؟!، المفترض أن تمد الحكومة يد العون منذ سنوات إليها، منذ وفاة زوجها، ففى هذا العمر الإنسان «بيجر قدمه بالعافية»، ولما هينزل مشوار يفكر ألف مرة فى السلالم التى سينزلها أو هيطلعها، عن نفسى لم أعد أقدر على حمل كيلو جوافة، وأصبحت أمشى بالعافية، قدماى لم تعد تحملانى، وألغيت فكرة الخروج بالمرة، التحاليل التى أجريها كل أسبوع أو أسبوعين يحضر أحد العاملين للبيت، والحلاق كذلك، وأنزل فقط مجبرا عندما أذهب للطبيب أو لأخذ جرعات الكيماوى، لكى أتجنب طلوع السلم والكورونا.
السن لها أحكامها وسن هذه المرأة الطيبة المكافحة، تتطلب الراحة وليس العمل الشاق، لهذا نطالب الحكومة بالوصول للمرأة وبحث حالتها الاجتماعية، وصرف المعاش المناسب لها ولأولادها.. حرام ترك هذه السيدة لهذا اليوم بمهنة يعمل بها الرجال لمشقتها وصعوبتها.
كما نطالب بعض الجمعيات الخيرية أو أحد رجال الأعمال بصرف مبلغ شهرى يساندها بجانب معاش الحكومة، كما أسأل الحكومة، امرأة مكافحة ذاقت المر طوال حياتها لكى تربى أولادها، لماذا لم تصرف لها معاشا، لماذا لم تكرم؟، امرأة مثل هذه كان يجب أن تمنح لقب الأم المثالية، هذه النماذج من النساء التى يتشرف بها أى إنسان هى التى نبحث عنها كل عام ونقوم بتكريمها ومنحها لقب الأم المثالية وليس من تختاروهن.