أمامى جريدة الوفد عدد الأربعاء ٦ أكتوبر ٢٠٢١ الذى نحتفل فيه بانتصاراتنا العظيمة فى السادس من اكتوبر ١٩٧٣ ومن محاسن الصدف أن تقع يدى على أول كتاب قدمته لطلابى فى جامعة المنصورة يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣ الذى أذكره بكل التفصيلات التاريخية عندما كلفنى الأستاذ الدكتور عبدالمنعم البدراوى أن أذهب للبحث فى كليات الجامعة عن مدرج مناسب لاستقبال طلاب الفرقة الأولى فذهبت لكلية الزراعة وقابلت عميدها الذى عرض على أن أختار أى مدرج بالكلية وكانت كلها مدرجات صغيرة لا تستوعب الأعداد الكبيرة لكلية الحقوق.
وتوجهت إلى كلية الطب وأبدى عميدها استعداده لتخصيص أكبر المدرجات بالكلية بشرط ان تشغلها كلية الحقوق فى المساء ووصف ذلك بعض الأساتذة بأن كلية الحقوق الجديدة سوف تكون مثل المدرسة المسائية وصعب علينا أن تلتصق هذه الصفة بكلية الحقوق إلى أن هدانا الله سبحانه وتعالى بمدرج جديد وكبير شاهدناه ليلا أثناء تجولنا مع رئيس الجامعة داخل حرم الجامعة وكان تابعًا للمعهد الصناعى الذى أصبح كلية الهندسة الجديدة فدخلناه وانبهرنا به وقلت لرئيس الجامعة هذا هو مدرج السنة الأولى لكلية حقوق المنصورة.
وقد كان فعلًا باكورة مدرجات كليتنا التى القينا فيه أول محاضرة فى القانون مع الاستبشار خيرا. عظيمًا بنصرنا العظيم فى السادس من أكتوبر ١٩٧٣ وكان ذلك موضوع أول محاضرة بالكلية الجديدة منذ ٤٨ سنة وتبع ذلك محاضرات لكبار أساتذة القانون فى مصر مثل أ.د. محمود مصطفى فى القانون الجنائى وأ.د. عبدالمنعم البدراوى فى القانون المدنى والشيخ زكريا البرى فى الشريعة الإسلامية وكامل ليلة فى الدستورى والإدارى والأستاذ الدكتور محمد حامد دويدار فى الاقتصاد وكثير آخرين من كبار الأساتذة فى جامعات القاهرة وعين شمس والاسكندرية.
ويحتفظ خريجونا بذكرياتهم معهم منذ نصف قرن من الزمان حتى اليوم الذى ادخل فيه لطلاب الدراسات العليا فى القانون الدولى العام والحمد لله والشكر لله أن أمد فى أعمارنا وعمر كليتنا الحبيبة وجامعتنا الحبيبة فى مدينتنا الجميلة التى قضينا فيها طفولتنا وشبابنا وشيخوختنا التى وصلت بنا ليوم ذكرى السادس من أكتوبر ١٩٧٣ أمد الله فى أعماركم بكل خير.