رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

أعتقد أن أهم وأروع ما عشناه وعشنا به فى زمن التحضير للملحمة الأكتوبرية عام 1973 وأثناء الحرب، وحتى تحرير أرض سيناء الحبيبة،  ما أطلقنا عليها «روح أكتوبر».. نعم، هى روح مصرية وطنية عبقرية شكلت حالة من التناغم الإنسانى النبيل فى حب الوطن بين كل عناصر المجتمع وقواه الناعمة بجانب قواه الدفاعية المادية و العسكرية.. وإلى حد اتخاذ أهل الشر والإجرام قرارهم بالكف عن الأذى حتى لا يكونوا بمثابة قوى عكسية معطلة لشعب عظيم قرر إزالة آثار العدوان والعبور وتحرير كل تراب الأرض فى «وحدة إنسانية»..

نعم «وحدة إنسانية» ..يحكى لنا  اللواء عبدالجابر أحمد على فى كتابه «أكلة الدبابات».. يقول: «كانا صديقين حميمين فى الكتيبة ـ إحدى كتائب الصواريخ- حيث ذكرنا من قبل المهمة التى تعد من أجلها ـ فى مركز التدريب جمعت بهما الأقدار فى مكان واحد يقيمان فيه ـ وأيضاً تدربا على نوع واحد من السلاح ـ كل منهما أصبح موجهاً للصواريخ المضادة للدبابات ضمن أكلة الدبابات. هذان الصديقان هما جعفر بيومى وصبحى يعقوب .. فى غمرة الفرح والانتصار على العدو وأصوات الطلقات حول الأبطال ودانات المدافع تمطرهما بكل أنواع الأعيرة وفى خلسة وغدر التفت إحدى الدبابات فى غفلة عن قواتنا من الخلف ـ خلف الموقع الذى به بيومى ويعقوب ورغم أن الاشتباكات لم تنقطع عن العدو ـ ارتفع صوت أحد الأفراد يحذر جعفر بأن هناك دبابة فى الخلف تقترب من الموقع وكذا حذر صبحى نفس التحذير ـ وجهت الدبابة القريبة موجة نيران رشاشاتها الكثيفة نحو جعفر لم يسمع جعفر التحذير، سمعه صبحى، أسرع نحو صديقه ينبهه إلى الخطر، حيث اقتربت هذه الدبابة منه، اندفع كالمجنون قفز فوقه فى محاولة لإخفائه فى حفرته عن النيران ولكن نيران القدر كانت أسرع منه حيث وجهت الدبابة نيرانها إلى يعقوب وبيومى، وهما يحتضنان بعضهما، كل منهما يحاول أن يحمى الآخربعد أن اخترقت الرصاصات جسديهما ـ وكانت كثيفة وسريعة ورقدا والدماء الغزيرة تنزف منهما واختلطت دماؤهما على الرمل كما اختلطت أنفاسهما فى لحظة واحدة وأصبحا كجسد واحد ونالا الشهادة فى وقت واحد.. استشهدا بعد أن دمرا ست دبابات، كل منهما 3 دبابات، حتى فى تدمير الدبابات تساويا.. هذه هى البطولة...».

هى إذًا «الوحدة الإنسانية» التى نأمل تجددها ونحن نحارب الآن قوى باغية مجنونة شرسة، استطاعت فى غفلة منا ومن الزمن خطف الوطن إلى غياهب ظلمات التخلف والرجعية، ورغم إسقاط طواغيتهم من على كراسى الحكم مازالوا يعبثون بمصالح وأمن ومقدرات ذلك الوطن العظيم.

كتب الفنان الكبير الراحل صلاح طاهر مع بدايات تحقيق نصر أكتوبر بجريدة الأهرام «النيل الكريم والأرض الخضراء  السخية إلى جوارها مباشرة الصحراء الممتدة المحرقة، ثابتة فيها جبال صلدة نارية، هذه المشخصات الطبيعية، على مدى الأجيال انعكست تمامًا على شخصية الشعب المصرى.

[email protected]