رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

هذه القصة المؤثرة عايشتها بنفسى قبل أيام، وقبل أن أحكيها عليكم أطالب ورئيس الحكومة وجميع أعضاء الحكومة، بإعادة النظر فى الحد الأدنى للمعاش، نعرف أن الموازنة الخاصة بالمعاشات والدولة محدودة، لكن ملايين من أصحاب المعاشات يئنون بسبب الغلاء والفقر والعجز عن الإنفاق على أسرهم، خاصة الأسر التى لا تعمل فيها الأم ولديهم أولاد فى المدارس والجامعات.

الحكاية ببساطة، كنا نقف بطابور ماكينة صرف الآلى للبنك الأهلي، كنت على درجة من سلم، بنظر شمالى شاهد أحد المسنين مثلى يقف بجوارى متكئًا على عصا، قلت له هطلع لك درجة وتأتى للوقوف خلفى لكى تسند على الحائط، فقط كبرنا ولم نعد نقدر على الوقوف دون أن نسد على شيء، فوجئت به يقول: والله أنا عايز ربنا يخدنى ويريحنى بقى، الموت أفضل من المعيشة والغلاء ده، مش عارفين خلاص نعيش، الموت راحة من الغلب.

الكلام وقف، كما يقولون، فى زوري، وكادت دموعى تنزل، ومسك نفسى بالقوة، لو اتكلمت وواسيته دموعى هتنزل زى المطر، لم أجد سوى أن أطبطب على كتفه وظهره، لأنى أعلم جيدا صعوبة الحياة ببضعة جنيهات.

بعد أن صرفت المعاش من الماكينة كان يجلس فى كرسى خلفي، وضعت يدى على كتفه مرة أخرى، قلت له: قل الحمد لله، قل الحمد لله، كاد يقاطعنى كلمات أخرى، فكررت من أن يحمد الله أكثر من مرة، ولم أتركه سوى بعد أن حمد الله وشكره.

عندما عدت للمنزل وتذكرت الواقعة وحاولت أن أحكيها للمدام، صوتى اتحشرج وكدت أبكى، وتماسكت ورويتها على فترات.

هذا الرجل خدم بلاده سنوات طويلة، وزوجته لم تكن تعلم، وكانت الأسرة تعيش على راتبه، بعد تقاعده فوجئ أن معاشه بالكاد أقل من ربع الراتب، بضعة جنيهات، ماذا سيفعل بها، وكيف سيواجه مصروفات المنزل ونفقات أولاده فى المدارس والجامعات، بعض الأبناء فى هذه الأسر عندما يشعرون بعجز والده على الإنفاق وتلبية احتياجاتهم الأساسية، يتجاوزون الحدود، ويتعاملون مع والدهم بشكل غير مقبول، وهو ما يشعر الأب بضياع هيبته، وأن رحيله أفضل من بقائه، بعضهم يحمد الله ويصبر ويحاول مع أولاده، وبعضهم ينهار بسبب العجز والتجاوزات.

هذه الأسر كما سبق وذكرنا منها الملايين، تعيش فى فقر ومهانة وتفكك أسرى بسبب ضعف المعاش، وهى تحتاج بالفعل زيادة المعاش لكى ينفقوا بكل كرامة على أولاده فى التعليم، لهذا نقترح على الحكومة زيادة الحد الأدنى للمعاشات،واستثناءهم من مصروفات المدارس والكليات، والتفكير الجاد فى رفع معاش من خدم بلاده أكثر من 20 و25 سنة إلى 3 آلاف جنيه على الأقل لانتشال هذه الأسر من التفكك.

[email protected]