رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

الكرنك قصة الكاتب العظيم نجيب محفوظ وكتب له السيناريو والحوار وأنتجه المنتج والسيناريست الكبير ممدوح الليثى، وأخرجه المخرج الكبير على بدرخان، وهو من أهم الأفلام السياسية المصرية، التى صاحبها الكثير من الجدل، وكما حكى لى والدى ممدوح الليثى، منتج الفيلم وكاتب السيناريو والحوار له أنه بسبب هذا الفيلم قامت الدنيا ولم تقعد.. صلاح نصر رئيس المخابرات السابق أقام دعواه ضده وضد أستاذنا الكبير نجيب محفوظ مطالبًا بإيقاف عرض فيلم الكرنك بحجة أن شخصية «خالد صفوان» التى لعبها باقتدار الفنان كمال الشناوى ما هى إلا تجسيد لشخصية صلاح نصر مدير المخابرات العامة فى عهد عبدالناصر، وهيئة المحكمة تفرغت لهذه القضية وأصبحت تعقد جلسات عديدة لمناقشة وقائعها، وقد أصبحت قضية موسم عام 1975 وعشرات الصور تنشر للقاضى رئيس المحكمة وجميع أسئلته وعباراته تتداولها وكالات الأنباء وعشرات من كاميرات التليفزيون والصحف العالمية والمحلية تتابع الجلسات بل إن كاتب الجلسة أصبح نجماً مشهوراً، وقد بات اسمه ينشر «طبعًا بإيعاز منه» فى الصفحات الأولى بصفة يومية..!! المحامى الكبير لبيب معوض اعتبر أن قضية "الكرنك" قضيته هو وليست قضية والدى ممدوح الليثى.. وكلما حثه على الانتهاء من القضية وحجزها للحكم «قبل عرض الفيلم».. كان يرد بأن هذا من شأنه هو وليس من شأن والدى!! ويقول له أنت مش عملت لى توكيل.. خلاص سيب لى بقى القضية.. صلاح نصر ده مش كان بيلعب بمصر كلها أنا بقى حلعبهولك..!! حتى محامى الخصم صلاح نصر.. الأستاذ الكبير على الرجال.. كان يبدو هادئاً فى الجلسات وغير متعجل للحكم علشان «يخلصوا!!» وهو لا يطلب إلا شيئًا واحدًا وهو أن يقرر والدى ولبيب معوض أن شخصية خالد صفوان في الفيلم لا تعبر عن شخصية صلاح نصر فى الحياة.. ويكاد لبيب معوض يخرج له لسانه ويقول: ده بعدك.. نجوم السما أقرب لك..!! أصبحت قضية فيلم «الكرنك» موضوعًا يتداول بين الناس فى الأندية والمجتمعات.. كما أصبحت مثار تعليقات كبار الكتاب والصحفيين..!! كل هذا فى جانب.. وما فعله الكاتب الكبير المرحوم مصطفى أمين فى جانب آخر.. فقد أصبحت المانشيتات الرئيسية فى صحيفة الأخبار.. وأخبار اليوم تحمل عناوين مثيرة عن قضية فيلم «الكرنك».

وكانوا جميعاً يبتسمون وهم يشعرون بأن الكاتب الكبير انتهزها فرصة، حيث إنه كان يشعر بأن صلاح نصر وراء اتهامه فى قضية التخابر مع دولة أجنبية.. وأنه أمر بتعذيبه فى السجن!! تنفس والدى الصعداء عندما جاء ذات مساء صديقا والدى السيد اللواء «رؤوف دغيدى» والسيد اللواء أحمد سرحان من السكرتارية الخاصة للرئيس السادات- وكانا صديقيه منذ أن كانوا طلبة فى كلية الشرطة- وطلبا نسخة من الفيلم ليشاهدها الرئيس، وقال إن الرئيس السادات سيضع نهاية لهذه القضية، وسيسمح بعرض الفيلم كما سبق أن صرح لهم بعرض فيلم «ميرامار» عام 1969 ولم يكن اختراع شريط «الفيديو كاسيت» قد عرف فى مصر حتى ذلك الوقت، وكان والدى قد طبع نسختين من فيلم «الكرنك» كل نسخة أربع عشرة بوبينة كبيرة وسلمهما نسخة منهما حملتها سيارة رئاسة الجمهورية إلى منزل الرئيس السادات ولم ينم والدى ليلتها.. فى الصباح عادت سيارة رئاسة الجمهورية إلى منزله تحمل نسخة الفيلم سلمها له السائق دون تعليق..

اتصل والدى تليفونياً بصديقيه السيد اللواء رؤوف دغيدى والسيد اللواء أحمد سرحان ليسألهما عن انطباع الرئيس السادات عن الفيلم، فأخبراه أنهما فى مأمورية خارج القاهرة.. بعد يومين حضرت إلى منزله سيارة رئاسة الجمهورية من جديد نزل منها صديقا والدى وسألهما فى لهفة.. هو شافه..؟ طبعاً.. وحايشوفه تانى.. طمنونى.. عجبه..؟، منعرفش.. إحنا وصلّنا الفيلم للبيت وقمنا بمأمورية مع الهانم للإسكندرية.

وللحديث بقية