رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 نستكمل سوياً حديثنا اليوم فى إطار مسيرة التواطؤ وفقه التلون للإخوان المتأسلمين وملامح الصراع بين دراويش حسن البنا وتلاميذ الملا عمر مؤسس حركة طالبان وكيف توغل الأخوان فى أفغانستان لما للإعلام من تأثير قوى وفاعل، اتجهت جماعة الإخوان فى أفغانستان إلى تأسيس كيانات إعلامية تدافع عن توجهاتها وأفكارها، منها قناة «الإصلاح»، كأول قناة فضائية أفغانية، وإذاعة «صوت الإصلاح»، تأسست عام ٢٠٠٨، إلى جانب إصدار المجلات والصحف والمواقع الإلكترونية، مثل «إصلاح مللى» وتصدر أسبوعيًا بالفارسية والبشتو، ومجلة «معرفة» وتصدر شهريًا باللغة الفارسية، ومجلة «جوان» وتصدر بالبشتو، ومجلة «رسالة الإصلاح»، (نصف شهرية)، ويطبع منها أكثر من ١٠٠ ألف نسخة، ولها تأثير بالغ فى الشارع الأفغانى.

أسس إخوان أفغانستان «جمعية المساعدات الإنسانية»، كمنظمة عاملة فى المجال الخيرى، وتوسعت فى إنشاء المستشفيات والعيادات الطبية، كنوع من تحقيق استراتيجية «الدولة البديلة»، أو «الدولة الموازية» للنظام السياسى القائم، والسيطرة على الطبقات الفقيرة، بما يخدم أهدافها السياسية.

 تمتلك جماعة الإخوان داخل أفغانستان مؤسسات اقتصادية كبيرة، فضلًا عن الدعم المالى المقدم من قيادات التنظيم الدولى، إذ إن معظم المشاريع التى تنفذها الجماعة، سواء الدعوية أم التعليمية، تطرح بصورة مجانية أو رمزية، خاصة المعنية بعمليات الاستقطاب والتجنيد الفكرى والتنظيمى، بهدف خلق دوائر تعاطفية مع أطروحات الجماعة ومستقبلها فى الداخل الأفغانى.

إن صحوة جديدة سوف تلم بها فى منطقة الشرق الأوسط الكبير والممتد من باكستان إلى المغرب، وكذلك ستحاول جماعة الإخوان الإرهابية الحصول على بعض من العائد من هذا التغير، تعتبر الخروج الأمريكى جزءًا من المواجهة العالمية مع الغرب عامة والولايات المتحدة خاصة.

وعن تأثير ذلك على المنطقة العربية، خصوصًا أن بعضًا من هذه الجماعات نشطة فى دول عربية عدة، وهى ذات قدرات كبيرة فى العراق وسوريا وليبيا، ولها صلات وتحالفات كبيرة مع جماعة طالبان باكستان، وما لهم من انتشار واسع فى الصومال ومنطقة الساحل والصحراء الأفريقية، مثل ذلك سوف يمثل تهديدًا كبيرًا للأمن القومى العربى كله من ناحية، ولأمن كل دولة عربية على حدة من ناحية أخرى، فرغم الانتشار الكبير للجماعات الإرهابية فى مناطق كثيرة من العالم، وبين الأقليات الإسلامية فى دول غربية عديدة، فإنها تعتبر الجائزة الكبرى واقعة فى العالم العربى، حيث لغة القرآن والأماكن المقدسة والمدارس الدينية المختلفة، وحيث نبتت الأصول الأولى للحركات الإسلامية.

وعن المخاطر والتهديدات التى تواجه المنطقة العربية، زيادة فى عدد اللاجئين، وتدفق عدد جديد من المسلحين إلى المنظمات الإرهابية مع زيادة نشاطها، وزيادة فى حجم تهريب المخدرات، ويجب على المجتمع الدولى ألا يسمح بتنامى الإرهاب مرة أخرى بشتى الصور.

بالنسبة للدول العربية، وتحديدًا معظم الدول الخليجية، فإنها تعلم أن الدخول فى مزاد المساومات والصفقات التى طُبخت وتُطبخ بسرعة حاليًا حول أفغانستان و«طالبان»، ستكون نتائجها وخيمة، ومع احتمال زوال خطر التوتر الإيرانى مع دول الخليج قريبًا، حسب البيانات الأخيرة، فيصبح الخطر الوحيد المتوقع هو أن تتحول أفغانستان إلى معقل ووكر للجماعات المتشددة الإرهابية، التى تبدأ عادة هناك وتنعكس نتائجها هنا.

الإخوان فى طريقهم إلى أفغانستان، خلال شهور وربما أسابيع، الإخوان الهاربون والمطاردون من شعوبهم، سيلجأون إلى طالبان، وستتحول كابول، برعاية دول داعمة للإخوان وطالبان إلى مقر التنظيم العالمى الجديد ( منتخب الارهاب الدولى).

من الخطأ الكبير ونحن نناقش تداعيات الانسحاب الأمريكى المهين والمريب من أفعانستان، أن نضع أنفسنا كعرب وكمسلمين فى السلة الأمريكية، أو السلة الطالبانية، بل علينا أن نضع مصالحنا فى المرتبة الأولى، فإذا كانت أمريكا غزت أفغانستان عام ٢٠٠١ من أجل مصالحها، وانسحبت منه أيضاً من أجل مصالحها أو وقف خسائرها، فعلينا نحن العرب أن نبحث أيضا عن مصالحنا. لقد غزت الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم القاعدة، كما تقول، لكنها انسحبت منها والتنظيم ومعه بقية التنظيمات المتطرفة أكثر قوة وانتشاراً، فكراً وواقعاً، للأسف الشديد. وللحديث بقية.

[email protected]