رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

 

على الرغم من كل المجد الذى عاشه فى فترة الخمسينيات والنجاح الباهرالذى جعله «نجم شباك» بلا منازع، فإنه عاش حياة بائسة أو اخر أيام حياته بعد انحسار الأضواء عنه وفقده كل موارد دخله لدرجة أنه كان لا يستطيع دفع إيجار الشقة التى انتقل إليها بعد قيام الضرائب ببيع عمارتها  التي بناها من عرقه وجهده.

كانت حياته الشخصية مليئة بالأحزان وذاق خلالها العذاب مما انطبع على ملامح وجهه إلا أنه استطاع أن يرسم البسمة على وجه كل من يشاهده، قدرة غير عادية تمتع بها على قهرالأحزان وتحويلها لمادة للسخرية ورسم الفرحة.

تعرض الفنان إسماعيل ياسين للعديد من الأزمات المادية قبل أن يعلن إفلاسه ويذهب إلى لبنان وحيدا ليعمل هناك بالمونولوج، وعاد من جديد إلى مصر بعد أن أرهقه مرض ‘’النقرس”

فى أوائل الخمسينيات، تعرض الفنان الراحل لموقف صعب بعد أن أصدر الملك فاروق قراراً بإدخاله مستشفى الأمراض العقلية عندما كان يؤدى منولوجا أمامه، وقال مرة كان فى واحد مجنون زى حضرتك، فثار الملك ورد غاضباً :أنت بتقول إيه يامجنون؟ فحاول إسماعيل أن يخرج من الموقف بالتظاهر بالإغماء وسقط مغشيا عليه بالفعل لينجو من غضب الملك.

أرسل الملك فاروق طبيبه الخاص لفحص إسماعيل، وفهم الطبيب ما حدث، فكتب تقريرا للملك أكد فيه أن الفنان الكوميدى تعرض لحالة عصبية سيئة دفعته ليقول ذلك، وأن هذه الحالة جعلته يفقد وعيه مؤقتا.

ويبدو أن تقرير الطبيب وإن كان يحاول إنقاذ اسماعيل إلا أنه تسبب فى زجه فى مستشفى الأمراض العقلية، حيث أمر الملك بعلاجه فى المستشفى، ومكث فيه بالفعل لمدة 10 أيام.

بدأ فى غناء المونولوجات التي كان يكتبها صديقه  أبو_السعود الإبيارى وامتدت هذه الحياة الصعبة عشر سنوات كاملة قبل أن يجد أول فرصة للتمثيل السينمائى عام 1939 فى فيلم فؤاد الجزايرلى  «خلف الحبايب» ويصبح قنبلة سينمائية تفجر الضحكات وتنشر البسمات لمدة عشرين سنة متواصلة قدم خلالها 500 فيلم، وهو رقم لم يصل إليه أى ممثل فى العالم فى تاريخ السينما_المصرية.

أسس ياسين فرقته المسرحية الخاصة به والتى حملت اسمه بالتعاون مع رفيق عمره أبوالسعود الأبياري، وقدم فى الفترة ما بين عامى 1954 و 1966 نحو 60 عملاً مسرحياً.

فى منتصف الستينيات لم يعد الجمهور متقبلا لكوميديا إسماعيل ياسين الذى بدأ فى تكرار نفسه وقفشاته، خاصة مع دخول نجوم جدد فى الكوميديا مثل عبدالمنعم مدبولى وفؤاد المهندس إضافة إلى ثلاثى أضواء المسرح سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد، ونتج عن ذلك انصراف المنتجين والمخرجين عنه، ما اضطره للسفر إلى لبنان للعمل هناك فى بعض الأدوارالقصيرة، وعاد منها ليشارك فى أدوارصغيرة، آخرها مشهد صغيرفى فيلم مع الفنان  نور الشريف، لكنه لم يكمله فقد اختطفه الموت قبل تصويره.

كانت نهايته مأساوية فقد شهدت ليلة وفاته شجارا معتادا بينه وبين ابنه الوحيد ياسين، لكنه كان عنيفا بدرجة أكبر ولم يتحمل قلب الفنان الراحل أن تمتد إليه يد أقرب الناس إليه، فتوقف عن الخفقان فى تلك الليلة التى باتها وحيدا مكلوما ولم يطلع عليه فجر 24 مايو 1972 إلا وقد فارق الدنيا التى أضحكها كثيراً.     

 

 

[email protected]