رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

 

عندما أعلنت مصر عن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وبعدها بأيام وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة شمول الفنانين ببرامج الحماية التأمينية والرعاية ضد المخاطر، فهذا معناه أن الجمهورية الجديدة تسعى نحو استعادة قوتها الناعمة.

فلا شك أن مصر تتغير وتسير بخطى ثابتة نحو استعادة مكانتها وقوتها الشاملة، وفى القلب منها قوتها الناعمة التى ميزتها لعقود طويلة فى محيطها العربى والإقليمى، وإذا كان هذا الوطن قد تفرد بتاريخه وحضارته العريقة وأيضاً موقعه المميز، إلا أن منتجاته الثقافية والفنية والأدبية قد شكلت رصيداً إبداعياً هائلاً فى وجدان الشعوب العربية، وجعلت من القاهرة منارة الشرق وقبلة كل المبدعين فى الفن والشعر والأدب وغيرها من جوانب الثقافة المتعددة. ومؤخراً أكد عدد من التقارير الدولية تقدم مصر فى مجالات الإبداع والابتكار والخدمات الثقافية، وهو ما يشير إلى وضع مصر استيراتيجية تنموية من شأنها إعادة تميزها فى مجال القوة الناعمة.

الدور البارز الذى تلعبه القوة الناعمة لا يقف تأثيره عند حد تعزيز مكانة الدولة خارجياً والتأثير فى محيطها الإقليمى على مستويات عدة، سواء كان المعنوى والفكرى أو المادى فى سياستها الخارجية والجوانب الاقتصادية والاستثمارية.. ولكن أيضاً تشكل القوة الناعمة تأثيراً هائلاً داخل المجتمع سواء كان فى شكل تعزيز وترسيخ قيم وهوية المجتمع أو تشكيل الوعى لدى الأجيال الناشئة، وأيضاً مواجهة كل أشكال الغزو الثقافى الخارجى، وهو ما واجهته مصر خلال فترات الاستعمار، ولم تكن ثورة 1919 إلا ترسيخاً لهوية مصر الفريدة والمتنوعة عندما علا شعار الدين لله والوطن للجميع، وكان أول دستور حقيقى للبلاد بمثابة عقد اجتماعى يضم جميع الشرائح المصرية، وكان سبباً فى تفجر الإبداعات المصرية فى شتى المجالات وامتد تأثير مصر إلى محيطها العربى والإفريقى وتحولت مصر فى هذه الحقبة الليبرالية إلى نموذج للتقدم والتحضر والرقى إلى حد أن الكثيرين من أبناء الدول المجاورة سعى للعيش أو العمل بها.

إذا كانت قوة مصر الناعمة وهويتها الراسخة هى التى منعت هذا الوطن من السقوط عندما خرج عامة المصريين فى الثلاثين من يونيه عام 2013 لاستعادة الوطن من الجماعة الإرهابية التى سطت عليه وحاولت تغيير هويته.. فإننا مازلنا فى حاجة إلى استعادة مصر لكل قيمها الحضارية التى عاشت عليها لعقود طويلة وعلى رأسها قيم التسامح والاعتدال والمساواة، وأيضاً قيم التحضر سواء كانت أخلاقية أو علمية، وفى ذات الوقت مواجهة كل القيم السلبية التى تسربت داخل هذا المجتمع وعلى رأسها الفكر المتطرف الذى أنتج أخطر أنواع الإرهاب، وأيضاً مواجهة ظواهر مثل الفساد والبيروقراطية التى انتشرت فى بعض القطاعات الحكومية وغيرها من الظواهر السلبية التى تجذرت فى المجتمع ووصمته بالفوضى والتخلف سابقاً، ويجب أن تختفى وتجرم فى الجمهورية الجديدة التى نستشرف ملامحها الآن فى الواقع المصرى.

حمى الله مصر

نائب رئيس الوفد