عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعد الرياضة بشقيها كهواية أو ممارسة محترفة أحد أهم مؤشرات تقدم الدول، وستجد حتمًا العقول السليمة في الأجساد السليمة وتحرص كافة دول العالم على تنمية وتعزيز ممارسات الأفراد للرياضة لما في ذلك من نفع يعود بالتأكيد على المجتمع، وفي السنوات الأخيرة حرصت كافة الدول على تنمية قطاع الرياضة لديها بشقه التنافسي لما في ذلك من فوائد جمة على مستوى الترويج لبلادها وتعزيز الصورة الإيجابية عنها، أو لتحقيق فوائد اقتصادية ولعل المكاسب المادية المعلنة في العديد من اللعبات شجع تلك الدول على مزيد من الاهتمام بالرياضة، فضلا عن أن الانتصارات الرياضية تعد أحد أهم الانتصارات على المستوى القومي بعد الانتصارات العسكرية، وهذا ما يفسر اهتمام المليارات من البشر بنتائج منتخباتهم القومية.  وبالنظر إلى جدول الترتيب النهائي لأولمبياد طوكيو الأخيرة ستجد دليلا دامغا على ما ذكرته فتجد أن المراكز العشرة الأولى تحتلها دول الولايات المتحدة والصين واليابان و بريطانيا وروسيا واستراليا وهولندا وفرنسا و ألمانيا و إيطاليا.

ولكن ماذا عنا نحن في مصر و أين وصلنا؟  الحقيقة أن ما يحدث على الساحة الرياضية المصرية وبالتحديد في لعبة كرة القدم، وتبعها بعض اللعبات الآن  يستدعي الانتباه وبشدة قبل أن ينفلت زمام الأمور. لم يفلح أعداء مصر منذ قديم الأزل بالتفريق بين أبناء الوطن أو إثارة الفتن والقلاقل ولكن يبدو أن مسيرة إثارة الفتنة المصرية بين المشجعين تسير بنجاح منقطع النظير للأسف، وهو أمر جد خطير ويجب أن يسترعي انتباه كافة المسئولين والمحبين لهذا البلد. لم يعد مقبولا ما يحدث ببعض البرامج الرياضية، وأحيانا البرامج العامة،  من تغذية لروح التعصب والفتنة طمعا في زيادة نسبة مشاهدات أو « ركوبا للتريند» أو تحقيقًا لمكاسب « السبوبة الرياضية»، كما يصفونها ، ولم يعد مقبولا أن نترك صفحات وسائل التواصل الاجتماعي تغذي نار هذا التعصب ويقودها بعض المرتزقة الذين لاهم لهم غير مكسبهم المادي اللاأخلاقي، ولم يعد مقبولا من لاعب أو إداري أو إعلامي أو أي شخص داخل منظومة أي فريق أيا كان حجمه بالتجاوز في حق الآخرين أو حق جمهور الفريق المنافس، وبالتأكيد فإن نار التعصب لن تقضي فقط على ما تبقى لنا من حفنة إنجازات رياضية، ولكنها فتنة قد تطال المجتمع بأسره وتهدد السلم الاجتماعي في المجتمع المصري بشدة.

وعودة لما نتمناه ونطمح إليه من إعادة هيكلة للرياضة المصرية بوجه عام، نتمنى تصميم وإعداد خطة شاملة للنهوض بكافة الرياضات الفردية والجماعية متضمنة تعديلا لقانون الرياضة والذي أثبتت الممارسة الفعلية وجود بعض المشكلات والعوار بهذا القانون. ما نطمح إليه خطط شاملة للنهوض واستحداث آليات لدعم الأندية الشعبية والجماهيرية في مختلف اللعبات. وربما يكون من المناسب جدا دعم مراكز الشباب في مختلف أحياء مصر الشعبية، وقرى مصر ضمن المشروع الأكبر في تاريخ الريف المصري» حياة كريمة»، و إضافة إلى ماسبق ضرورة وجود لوائح وقوانين صارمة لمحاربة التعصب والابتذال الرياضي بكافة أشكاله، و أن تضرب الدولة بيد من حديد وتعاقب كل من تسول له نفسه تهديد السلم الاجتماعي المصري.

لن تكون الحلول المناسبة للرياضة المصرية في إقالة مدرب أو استبدال جهاز فني أو حل اتحاد للعبة وانتخاب آخر، و لكن الحل في خطة قومية شاملة للرياضة المصرية كي نستعيد ريادتنا الأفريقية والعربية  التي نستحقها في كافة الألعاب وما ينتج عن ذلك من منافسة دولية حقيقية وتطور يضمن لنا الصعود على منصات التتويج العالمية و أن نتواجد في المراكز الأولى و نتبوأ المكانة الدولية التي نستحقها فليس من الطبيعي أن تسبقنا دول صغيرة لا تجاوز في عمرها نشأة اتحاد مصري محلي، أو أن نعاني في تصفيات لعبة ما مع دول حديثة العهد بالرياضة عموما، وما يحدث في مصر من تنمية شاملة وتطور غير مسبوق أشاد به العالم أجمع لابد وأن يقترن بتطوير الرياضة المصرية بوجه عامة لتتبوأ مصر المكانة التي تستحقها عالميا وإقليميًا.

--

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد