رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

قال الشهرزورى (القرن 7هـ) فى كتاب «نزهة الأرواح»: ذكر أبوسليمان السجزى إنه اجتمع هو وجماعة من الحكماء عند الملك أبى جعفر بن بويه بسجستان، فجرى حديث فلاسفة الإسلام، فقال الملك: ما وجدنا فيهم على كثرتهم من يقوم فى أنفسنا مقام سقراط وأفلاطون وأرسطوطاليس، فقيل له: ولا الكندى، قال: ولا الكندى، فإن الكندى على غزارته، وجودة استنباطه، ردىء اللفظ، قليل الحلاوة، متوسط السيرة، كثير الغارة على حكمة الفلاسفة حذو أرسطوطاليس.  ومع هذا كان يراه طبيباً، وعده ضمن طبقات الأطباء العراقيين.الأطباء النقلة الذين نقلوا الطب وغيره من اللسان اليونانى إلى اللسان العربى.

الجاحظ (ت 255هـ) بشكل كبير بالسخرية منه، وذكر وقائع تؤكد بخله وشحه فى كتابيه البخلاء والحيوان، وقيل إنه ألف رسالة فى فرط جهل الكندى، لكنها للأسف لم تصلنا، وقد نقل عن الجاحظ من جاءوا من بعده صفة البخل عن الكندى.

ابن النديم (ت 438هـ) فى الفهرست، طعن فى قدرته على الترجمة والنقل، فعند الكلام على بطليموس، قال: «له كتاب جغرافيا فى المعمور وصفة الأرض، وهذا الكتاب ثمانى مقالات، نقل الكندى نقلاً رديئاً، ثم نقله ثابت ( بن قرة) إلى العربى نقلاً جيداً».

الشيء نفسه فعله القفطى (ت 646هـ) فى إخبار العلماء بأخبار الحكماء: «وكان مع تبحره فى العلم يأتى بما يصنفه مقصراً فيذكر مرة حججاً غير قطعية ويأتى مرة بأقاويل خطابية وأقاويل شعرية».

وقد تبنى ابن أبى أصيبعة (ت 668هـ)  بكتابه عيون الأطباء، التشكيك فى تصانيفه بعلم المنطق قال: «وقال القاضى أبوالقاسم صاعد بن أحمد بن صاعد فى كتاب طبقات الأمم عن الكندى عندما ذكر تصانيفه وكتبه قال: «ومنها كتبه فى المنطق، وهى كتب قد نفقت عن الناس نفاقاً عاماً، وقلما ينتفع بها فى العلوم لأنها خالية من صناعة التحليل التى لا سبيل إلى معرفة الحق من الباطل فى كل مطلوب إلا بها، وأما صناعة التراكيب، وهى التى قصد يعقوب فى كتبه هذه إليها، فلا ينتفع بها إلا من كانت عنده مقدمات عتيدة، فحينئذ يمكنه التركيب، ومقدمات كل مطلوب لا تجدى إلا بصناعة التحليل، ولا أدرى ما حمل يعقوب على الإضراب عن هذه الصناعة الجليلة، هل جهل مقدارها، أو ضن على الناس بكشف، وأى هذين كان، فهو نقص فيه، وله بعد هذا رسائل كثيرة فى علوم جمة، ظهرت له فيها آراء فاسدة، ومذاهب بعيدة عن الحقيقة».

الحكايات كثيرة، والخلاف لم يحسم حتى اليوم عن مكانته، البعض يراه أول فلاسفة العرب، والبعض الآخر يضعه فى خانة العلماء والأطباء، لكنّ هناك اتفاقاً حول دوره فى التمهيد لمن جاء بعده من الفلاسفة بما ترجمه ونقله عن فلاسفة اليونان.

[email protected]