رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

سوف لا تجد وأنت تتابع ما يجرى فى العالم ما هو أسخف من هذه المعركة السياسية الدائرة منذ فترة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين الصين حول منشأ ڤيروس كورونا!

ورغم أن الرئيس الأمريكى جو بايدن، دأب منذ تولى الحكم فى يناير الماضى على التخلص من كل الإرث السياسى الذى آل إليه من الرئيس السابق دونالد ترمب، إلا أنه فى موضوع كورونا بالذات قد راح يتمسك بإرث ترمب، بل وراح فى بعض الأحيان يبنى عليه ويضخم من حجمه ويضيف إليه!

كان الرئيس السابق يروج طول الوقت لفكرة أن الفيروس نشأ فى الصين، وأنه انتقل منها إلى باقى العالم الذى لا يزال يتعذب به، ولكن ترمب لم يكن قادرًا على تقديم الدليل على صواب ما يقوله وما يروج له، وكان كل ما يستطيعه أنه كان يزداد فى كيل الاتهامات للحكومة الصينية، وكان يصل فى اتهاماته إلى حد تسمية كورونا بأنه الفيروس الصينى!

وقد مضى إلى حال سبيله، وجاء من بعده بايدن، وتصورنا أنه سيقدم الجديد فى هذا الملف الذى صار مملًا، ولكنه لم يفعل بكل أسف.. فكل ما فعله أنه كلف أجهزة مخابراته بإعداد تقرير عن الموضوع، ثم حدد لها سقفًا زمنيًا تتمكن خلاله من الانتهاء من التقرير!

وفى هذا الأسبوع جرى تسريب شيء من التقرير إلى وسائل الإعلام، ولم يفهم أحد ممن طالعوا التسريبات ما إذا كانت الاستخبارات الأمريكية بجلالة قدرها قد وصلت إلى شيء مفيد فى القضية، أم أنها عادت فيها إلى المربع رقم واحد؟!.. أقصد مربع الاتهامات المطلقة التى لا يقدم صاحبها دليلًا على صحتها ولا يسكت عن توجيه ما لا طائل من ورائه مهما دام واستمر!

العودة إلى المربع رقم واحد هو الشيء الوحيد الذى ستفهمه من التسريبات التى صارت حديثًا فى كل وسيلة إعلام، دون أن تشفى غليل الذين انتظروا أن تكون معلومات المخابرات الأمريكية فى الموضوع مختلفة عن معلومات آحاد الناس!

وهكذا.. سوف تستمر حلقات هذا المسلسل السخيف، تمامًا كما استمرت وتستمر حلقات مسلسل وباء كورونا نفسه، فلا يكاد الحديث ينتهى عن موجة قديمة منه، حتى يبدأ الكلام عن موجة جديدة، وما يكاد الصخب يتبدد حول لقاح قديم له، حتى نجد أنفسنا فى القلب من صخب لقاح آخر مختلف!