رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

 

 

أنه عالم من الخيال وقصص وهمية هذا ما كنت أعتقد وأنا أسمع حكايات غيلان الطب وسرقة الأعضاء ووضع تسعيرات فوق طاقة المريض وتحول الطب إلى سلعة وبضاعة.. لم أتخيل أن هذا الإنسان الذى وهبه الله نعمة العلم وقدرة المساعدة على شفاء وعلاج الآخرين من الممكن أن يتخلى عن ضميره فى مقابل المال.. ولكن اليكم واقعة حدثت منذ اسبوعين تقريبًا جعلتنى أتراجع عن فكرة أن هناك بشر معصومون من الطمع وبيع الضمير.. الواقعة حدثت فى مدينة بنها أصيب عائل الأسرة بألم شديد فى الصدر لم يتحمله وتوجه إلى مستشفى بنها العام وهناك أكد له الأطباء أنه يحتاج إلى جراحة سريعة فى القلب والتوجه إلى العناية المركزة ولكن للاسف المستشفى ليست مستعد لاستقباله أو إجراء الجراحة له، فقام أهله بنقله إلى مستشفى خاص بمدينة أكتوبر..وهناك لم توافق المستشفى على دخوله إلا بعد دفع مبلغ ٢٠ ألف جنيه، وأن الجراحة سوف تتكلف بأيام العناية المركزة ٨٠ ألف جنيه ولابد من الدفع مقدما رغم أن الأمر لا يتحمل التأخير.. تم إجراء الجراحة بعد تحويل المبلغ من أحد أبناء المريض الذى يعمل بالخارج.. ومات المريض أثناء العملية وتم تركه ساعات داخل غرفة العمليات، بعد أن طلب الجراح من الفريق الذى كان معه عدم اخبار أهله بالوفاة وقام بأخبار أهله أن العملية نجحت وأنه بخير، وبعد ساعات اعترفت ممرضة من فريق إجراء العملية بأن المريض مات أثناء إجراء الجراحة وليس بعدها وأن الجراح طلب منهم عدم إخبار أهله بالوفاة..إلا أن الممرضة لم تتحمل الاستمرار فى الكذب.. ورغم علم الأهل بخطأ الطبيب الطبى لم يتحركوا لإبلاغ النيابة بواقعة الخطأ الطبى خشية أن يتم تشريح الجثة وظنوا أن التشريح ربما يؤذى الميت واعتداء على حرمته وتأجيل دفنه، ومر الأمر دون أن يسأل الطبيب الكذاب الذى حصل على كامل أجرة يده، وأصرت المستشفى على عدم إعادة اى جزء من المبلغ الذى حصلت عليه مقدما من أيام قضائه فى العناية المركزة التى لم يقضيها... تلك الواقعة جعلتنى اصدق كل ما يقال حول اختفاء ضمائر بعض الأطباء وتحول الطب إلى مهنة جمع الأموال.. عزيزى القارئ عليك عد صوابعك بعد الخروج من عند الطبيب حتى لو قام بتعقيمها لك.