عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

 

 

رحل المهندس حسب الله الكفراوى بتاريخه وأحلامه وعشقه للتنمية المتكاملة دنيا وآخرة.. كان يحلم لكل مواطن بثلاث قطع من الأراضى للمسكن والمدفن والثالثة لمصنع أو قطعة زراعية وبالقرب منها تصنيع زراعى لما ينتجه أو مشروع يختاره المواطن مع دعم الدولة.. كان لا يمل من التفكير والتنفيذ والدعم لتنمية سيناء وكان لهذه البقعة الغالية فى نفسه أمل ومكانة لا مثيل لهما وعندما كان يتحدث عنها تلمح «دمعة» فى عينيه يحاول اخفاءها وعندما سألته لماذا؟ قال أنا أستحى أن أمشى عليها بحذائى كل ملليمتر منها روى بدماء اجدادنا وآبائنا وأولادنا والآن تروى بدماء أحفادنا دفاعًا عن الوطن وللأسف البعض لا يعى ذلك منذ الفراعنة، ولمصر على سيناء دماء فهى أغلى ما لدى المصريين ثمنًا وتاريخًا وثروة لمن يزورها ويدرسها.

وتعرض المهندس الكفراوى عليه رحمات الله لحروب شتى تنفيذية ونفسية شأنه شأن كل وطنى شريف نزيه وأذكر يوم تم تعيين د. أحمد جويلى رحمه الله محافظًا للإسماعيلية وكانت مفاجأة للجميع واعتبره البعض عقابًا له لتنمية دمياط تنمية شاملة اتصل به المهندس الكفراوى وسأله أين أنت غدًا؟ فقال له فى الإسماعيلية بإذن الله ورد إذًا بعون الله انتظرنى بمكتبك صباحًا..

ودعانى المهندس الكفراوى لهذا اللقاء السريع وأمامى اخرج الكفراوى خرائط كثيرة وملخصات لدراسات عديدة وقال له «بالورقة والقلم يا دكتور لأنه لا يوجد وقت ودى فرصة أنك منور الإسماعيلية بسرعة تتعاون وكل دعم سوف أقدمه لإنشاء «قرية الأمل» وهو فعلاً أمل 5 أفدنة بالإضافة لمسكن لعدد من الشباب، المشروع كله هنا فى الورق وأنا تحت الأمر فى كل لحظة والتمويل موجود والأرض ممهدة وأسبوع واحد فقط أوصل المرافق وربنا يوفق قبل ما نمشى احنا الاثنين.. يا ريت يا د. جويلى تزورها النهاردة ولو بدأت هذا يكفيك انجازًا وبالفعل بدأ المشروع بسرعة تفوق البرق وفى سرية تامة إلى أن بدأ بناء المساكن وكان أمل كبير نفذه الكفراوى وجويلى بقرية زراعية صناعية منتجة ولا أدرى الآن ما الوضع هناك؟

لم أر «شارون» إلا خارجًا من مكتب المهندس الكفراوى بداية عام 1981 يصرخ بصوت عال ودخلت وسألته يا سيادة الوزير من الذى يصرخ صباحًا خارجًا من مكتبكم وكان معى الراحلة العظيمة نبيلة بدران مديرة العلاقات العامة بالوزارة وزوجة أستاذنا صلاح قبضايا وهى تضحك فقال لى «ده يا ستى شارون الرئيس السادات أرسله لى ليأخذ قطعة أرض يزرعها فى مصر وقاللى معلهش يا كفراوى أى أرض لحد ما أخلص أرضى كلها ثم يتركها وانت فيك البركة وضحك واستقبلته وعرضت عليه أراضى توشكى كلها ليختار فصرخ وطلع يجرى وقالى هى دى أرض زراعية؟ إنكم تلعبون بمطالبى واللى انتِ رأيتيه ده.. بس مفيش كتابة يا سعاد!!

الحمد لله اننى أعرف المهندس الكفراوى منذ طفولتى، حيث إنه دمياطى من كفر سليمان وأنا من كفر ميت أبوغالب، وكان صديقًا محبًا للمهندس محمد حسن درة والفريق مدكور أبوالعز وكلهم دمايطة عليهم جميعًا رحمة الله وتعلمت منهم الكثير وهو حق علىّ لهم وأدعو الله أن اسجل من حياتهم ما ينفع شبابنا وأبناء المستقبل.

ستبقى ذكرى الكفراوى عطرة نقية نزيهة ولن ننساه لأن كل مدينة جديدة تحفر اسمه وكل طريق وكوبرى اشرف على تنفيذه بنفسه هو تكريم دائم له ويكفى ما قدم لمشروع السد العالى واستصلاح الأراضى وشجر الزيتون بالساحل الشمالى واسكان الزلزال وأراضى بسعر 50 جنيها للمصريين وكل ما هو وطنى وواضح..

عزائى للأخوة الأفاضل أبنائه الأعزاء ولكل الدمياطية.