رؤى
منذ أيام التقى الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون بالصحافة المحلية، وبالمصادفة تابعت اللقاء، ولن أتوقف عند حديثه عن المساعى الجادة التى تقم بها الجزائر لحل ازمة سد النهضة، وتأكيده أنها تجرى بشكل جاد ومشجع، بل سأتوقف أمام ما صرح به عن الشأن المحلى للجزائر، وهو يتشابه كثيرا مع بعض ما يجرى فى مصر وأغلب البلدان العربية.
تبون تحدث عن الشائعات ومحاولة زرع الفتنة بين الجزائريين والنيل من الجيش الوطني، وتحدث عن الوضع الاقتصادي، والاحتياطى الأجنبى للبلاد، والاستيراد، والحريات، والدستور، والمعتقلين السياسيين.
تبون مثل جميع الحكام يعد الجيش الوطنى للبلاد هو عمود الخيمة أو عمود الوطن، هو درع الوطن وحامى حدوده وضامن سلامة مؤسساته والضامن للحريات، وهى حقيقة، سبق وأقر بها الرئيس السيسى والرئيس قيس سعيد منذ أيام وجميع الأنظمة، الجيش هو عمود الوطن بالفعل لكن ليس وحده، العمود الحقيقى للوطن يتكون من الجيش والشرطة، صحيح المساحة الأكبر والأقوى من العمود للجيش، لكن للشرطة جزء لا يستهان به ويتمثل فى حماية الأمن الداخلى للوطن وضمان حقوق المواطن وحرياته، ومحاولة النيل من الجيش أو الشرطة هو محاولة ضرب الوطن وزرع الفتن والصراعات والحروب الداخلية وفتح الباب للتدخل والسيطرة مقدرات الوطن.
تبون تحث عن الاحتياطى الأجنبي، ويقدر بحوالى 44 مليار جنيه، ومحاولة تنميته، مشيرا إلى عمليات الاستيراد، وأنه لا يجب فتح باب الاستيراد والصرف الأجنبى سوى على ما تحتاجه البلاد بشكل أساسي، وهو ما سبق وقرره الرئيس السيسى وتعمل الحكومة على تنفيذه، وأنشأت لضبطه هيئة الشراء الموحد، وللإنصاف هذا الملف يحتاج إلى اعادة نظر ومراجعة للسلع غير الأساسية، نحن نسمع عن استيراد سلع هامشية بملايين الدولارات مصر فى حاجة لها، مثل طعام الكلاب، والشيكولاتات والمكسرات وغيرها من السلع، ومنع استيرادها لفترة لن تقف الحياة، يجب أن نفكر فى وقف استيراد بعض السلع لمدة عام أو اثنين لتوفير ما ينفق من ملايين الدولارات.
تبون مثل قيس سعيد أكد على الحريات، وأن الدستور هو الضامن الحقيقى للحريات، وأن السجون الجزائرية تخلو تماما من المعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي، وأن الحريات مكفولة للجميع فى إطار القانون والدستور ولن تُمس.
تبون أشاد بالزراعة والجهد الذى يقوم به الفلاحون فى توفير السلع، وأن بلاده تشهد اكتفاء ذاتيا من العديد من السلع، وحذر من الشائعات المغرضة التى تحاول النيل من استقرار الوطن. تبون تحدث وكان يتحدث عن المشاكل التى كانت ومازالت تواجهها وتونس والسودان وغيرها، كلنا فى الهم سواء، سلمت أوطاننا وحفظ الله شعوبنا.