رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رؤى

اعتدنا منذ عقود طويلة القراءة عن الديانات والملل والنحل فى العديد من المؤلفات، وغالبا ما تكون هذه المؤلفات متشابهة فى مادتها من حيث المصدر والمنهج، حتى فى طريقة عرضها تكاد تكون نفسها، تصنف المادة إلى: التعريف، التأسيس، البلد الذى نشأت فيه، أهم المبشرين بها، الأفكار والمعتقدات، أهم العلماء، الجذور الفكرية والعقائدية، ويتم اختزال الملة أو المذهب أو الديانة فى بعض الجمل العدائية غير المحايدة، فقد كتبت للهجوم وللتكفير وليس للدراسة العلمية المحايدة، وإذا جمع بعض أو أغلب ما كتب فى ملة أو نحلة، يكتشف أن هذه الكتابات تكاد تكون واحده حتى فى الصياغة، ويتضح أيضا أن أغلبها لم يطلع كتابها على نصوص هذه الملة أو النحلة أو الديانة أو المذهب، وإنه اعتمد على وجهة نظر سبق وتم تدوينها، ربما كتبت بعد إطلاع وربما عن سمع، وعندما تحاول اختبار وجهة النظر التى قرأتها فى العديد من المؤلفات، تكتشف غياب الأداة الأساسية للكتابة، وهى نصوص وأدبيات الديانة أو النحلة أو المذهب، فكيف كتب جميع هؤلاء عن ديانة أو ملة أو نحلة دون الرجوع لأدبياتها؟، كيف توصل إلى حكمه هذا عنها؟، صحيح أن الدين الإسلامى هو آخر الديانات، وأن محمد عليه الصلاة والسلام آخر الأنبياء، وأن القرآن قال للمسلم هذا: «ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين الأحزاب 40»، لكن هذه الآيات الكريمة لم تقل لنا إن نكتفى بها فقط ونرفض القراءة، أو نعطل عقولنا ولا ندرس ما ظهر دراسة علمية محايدة، دراسة قد تحمى العديد من الوقوع تحت وطأة الأفكار السهلة والمجانية، كما أن هذه الآيات أيضا لم تمنعنا من توفير أدبيات هذه الملل أو النحل، ولم تطالبنا بعدم الاطلاع عليها أو إحراقها، حتى عندما اختلف الرسول مع معارضيه حول الذات الإلهية، ووضعها فى ذات غير ذاتها الحقيقية، أمره عز وجل إن يقل لهم: «لكم دينكم ولى دين الكافرون 1»، ولم يأمره بتمزيق أو إحراق كتبهم أو قتلهم أو منعهم من ممارسة شعائر ديانتهم.

 

[email protected]