رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رؤى

فى عام 1925 عثر الخورى بولس قرألى بالمصادفة فى أوراق البطريرك بولس مسعد المحفوظة فى خزانة بكركى بالقصر البطريركى المارونى فى لبنان على مخطوط مجهول المؤلف يتضمن معلومات عن حملة إبراهيم باشا على سوريا ولبنان على قدر من الأهمية، المخطوط جاء فى كراستين صغيرتين، كتب على غلاف الكراسة الأولى عبارة»مجموعة تواريخ»، وفى وسطه هذا العنوان « خبر تملك إبراهيم باشا بلاد العرب استان وقطعة من تورك استان لحد كولك بوغازى»، ويوجد فى المخطوط شطب وتصحيح لبعض الكلمات والجمل وزيادة بين السطور أو على الهامش، وهو ما يعنى أنها أصلية ومسودة أولية، وقام القرألى بنسخها وتصويرها وتسليمها للدكتور أسد رستم أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية فى بيروت، والأخير عكف على دراستها وتحليلها وتحقيقها واصدارها.

أهمية المخطوط، حسب د. رستم، فى أنها تعد أقدم ما دون بالعربية كشاهد عيان عن حملة إبراهيم باشا، وذلك إذا باستثناء الوثائق والمراسلات الحكومية المحفوظة فى مكتبة قصر عابدين بالقاهرة ومكتبة الجامعة الأمريكية فى بيروت، كما أن أهميتها ترجع إلى أنها تجيب على سؤال سبق وطرح قبل مئات السنوات عند فتح العرب لمصر، عندما استقبال الأقباط للعرب بترحاب شديد، وقام البعض منهم بمدهم بالمؤن والذخيرة، عند دخول إبراهيم باشا لبنان وبعض المدن السورية، قابله المسيحيون المارون بترحاب، بل انهم شكلوا جيشا وحاربوا معه، وأمنوا له ولجيشه الطعام، وهو ما أثار حيرة بعض الباحثين، لماذا فتحت هذه المدن والعواصم بأمان؟ لماذا لم يقاوموه كمحتل؟.

المخطوط أقرب للمفكرة أو اليوميات، كتبت خلال بدء الحملة على تركيا ولبنان وسورية، وهى تعد كما سبق وذكرنا مسودة لم تصلنا صياغتها النهائية، وهذه المسودة لم يدون عليها صاحبها اسمه، وهو ما جعل د. أسد رستم البحث عن هذا المؤلف، فقام بمقارنة خط المخطوط ببعض المراسلات المحفوظة فى بكركى، وحسب مقدمته للكتاب، قارن بين أكثر من خمس عشرة رسالة بالمكتبة البطريركية فى بكركى كتبها القس أنطون الحلبى مدبر انطونيانى، كتبت بين سنة 1831 و1841، واتضح انها مكتوبة بالخط نفسه ومحتواها نفسه، ولهجة هذه الرسائل ولغتها هما لهجة المخطوط بالضبط.

وغبطة البطريرك المارونى مارى إلياس الحويك أكد له آنذاك أن القس أنطون كان من أقرب المقربين للأمير الشهابى الكبير، وهو من مواليد مدينة حلب، واسم والده جبرائيل من عائلة شراباتى، وأنه عاش فى أيام الأمير بشير الكبير وكان مستشارا فى ديوانه، وقد كتب الأخبار عن أحكام الأمير وعن حروبه وحروب إبراهيم باشا فى سورية، ولسوء الحظ أن تاريخه الخطى قد حرق فى دير مار انطونيوس بعبدا فى الحوادث التى جرت سنة 1845 بين النصارى والدروز. وانتهى د. رستم فى بحثه إلى أن مؤلف المخطوط هو القس أنطون الحلبى، وأن نسخة بكركى، هى المسودة.

[email protected]