عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

 

تلقيت رسالة على بريدى بالوفد تعتصر صاحبتها الما، وتفيض الدموع من بين سطورها، ويلتف اليأس حول حروفها، وتاهت خطواتها بين مقدمة الرسالة ونهايتها، فلا هى طلبت حلا موضوعيا لمشكلتها ولا تركت لنا الباب مواربا لنبحث لها عن حل أو تضع مأساتها أمام الجهات المسئولة.

تقول الرسالة التى ننشرها فى باب متاعب الناس بالتفاصيل. تزوجت وأنا ابنة أربعة عشر عامًا من شخص يسكن بالقرب من منطقة سكن اسرتى، ولم أعرف عنه أى شىء سوى أنه عريس الغفلة كما يقولون ووجدت العجلة فى زواجى بطريقة غير عادية، ولا أدرى ماذا يحدث حولى من أشياء يسمونها شكليات أو ورقيات، وأنا مطمئنة لاننى تزوجت بوكالة أخى على يد مأذون وشهود ومعازيم من الأهل والاقارب، وكل ما يشغلنى وقتها هو فستان الفرح والطرحة المطرزة باللولى والرقص بين صديقاتى اللاتى كن ينظرن إلى نظرة اعجاب وغيرة وبعضها اشفاق وانا لا أستطيع وقتها التفريق بين تلك النظرات والهمز واللمز الذى كان يدور بينهن الا بعد أن وقعت الفاس فى الراس.

استيقظت بعد شهر من الزواج على كابوس لا يطاق. بعد أن شعرت ببوادر حمل، وبدل من رؤية السعادة فى عين زوجى وجدت غضبا وشرارا يتطاير من عينيه وكلمات فهمت معناها بعد ذلك تقول حروفها... (لو كنتى جدعة طلعى لابنك شهادة ميلاد).. ثم اختفى من المنزل ومن حياتى ولم يعد حتى الآن.

مرت سبع سنوات على ولادة محمد ولم استطع خلالها استخراج شهادة ميلاد له، واكتشفت أننى كنت صغيرة على هذه الاتفاقيات التى تمت بين شقيقى وبين الزوج الهارب وعلمت أيضًا اننى تزوجت عرفيًا على يد مأذون (من بتوع الأفلام) نصاب.. من طرف الزوج وتم عقد القران عرفيًا، والاتفاق على الزواج الشرعى عندما يكتمل سن الزواج وهو ١٨ عاما، ولم يتم وقتها حساب الأيام السوداء التى سأمر بها وأنا مثل البيت الوقف.. كما كنت أسمع وعلمت أن زوجى مسجون ولا أعلم جريمته ولا مدة عقوبته ولا مكان سجنه، ولكنها معلومة وشى بها أحد الجيران لشقيقى الذى قدمنى على طبق من ذهب لعريس لم أعرف عنه أى شىء قبل الزواج ولا بعده ولا حتى فى شهر العسل الذى قضيته معه.

تستطرد صاحبة الرسالة ذات الواحد والعشرين ربيعا قائلة.. يا سيدى ابحث لى عن حل..دعك من الزوج ودعك من الزواج ولا تهتم بوضعى الحالى كسيدة فقدت كل شىء وليس أمامها سوى بريق أمل فى حياتها وهو ابنى (محمد) الذى رفضت المدارس قبوله لعدم وجود شهادة ميلاد له ولا أستطيع استخراجها لأن القانون لا يسمح باستخراج شهادة الميلاد الا للزوج وقسيمة زواج موثقة.. وها أنا يا سيدى لا يخفى حالى عليك، فلا زوج ولا قسيمة زواج ولا تشريع يحاكم من وضعونى فى هذا المأزق وأنا مازلت غضة العود وفى ريعان شبابى.

أتمنى أن تتدخل وزارة الداخلية صاحبة الحمل الثقيل وتمسك بطرف الخيط الشائك لإنقاذ اطفال يعيشون بدون هوية وسيصبحون قنابل موقوتة وعلينا نزع فتيلها وتحت يدى جميع مستندات الواقعة، كما أتمنى من مجلس النواب غلق الثغرات وتغليظ العقوبات على أى مأذون شرعى يخالف القانون وإصدار تشريع يحافظ على مستقبل اطفال ليس لهم ذنب سوى أنهم جاءوا من زواج احتيالى.