ما يتعلق باليمن يتعلق بنا بشكل مباشر، ليس فقط لأنها دولة عربية شقيقة، ولكن لأن موقعها يجعلها عند طرف البحر الأحمر الجنوبى، حيث يوجد باب المندب الذى يؤثر بالضرورة على قناة السويس!
وقبل أيام كانت الحكومة اليمنية قد أبلغت الأمم المتحدة موافقتها على تعيين الدبلوماسى السويدى جروندبيرج مبعوثاً أممياً خاصاً إلى اليمن، ليؤدى مهمته خلفاً للبريطانى مارتن جريفيث، الذى قضى ثلاث سنوات يروح بين الأمم المتحدة والأراضى اليمنية ويجىء!
وفى نهاية سنواته الثلاث لم يستطع القول بأنه أحدث أى اختراق فى الأزمة المستعصية هناك، وهى أزمة سوف تجد حلها إذا ما نجح جريفيث أو جروندبيرج أو سواهما فى إقناع الجماعة الحوثية فى اليمن بأن البلاد يمكن جداً أن تتسع لها ولغيرها من باقى القوى السياسية، وأن ما يعانيه اليمنيون من جراء تغولها على البلد لا بديل عن أن تكون له نهاية!
لم ينجح جريفيث فى شىء من هذا، ومضى إلى بلاده فى نهاية فترته كما كان قد جاء، وسوف يبقى الأمل فى المبعوث الجديد لعله يفعل ما لم يفعله سلفه، ولعله يجعل وجوده فى منصبه وجوداً ذا عائد على مستوى القضية التى جاء فى سبيلها!
ولا تزال قضية ناقلة النفط «صافر» قضية القضايا فى ملف الحوثيين، لأنهم يحتجزونها فى الشواطئ اليمنية على البحر، ولأنهم يمنعون فريق الأمم المتحدة من الدخول إليها لصيانتها، ولأنهم لا يدركون عواقب ما يقال منذ فترة عن احتمال وقوع تسرب فى داخلها يؤدى إلى تلوث بلا حدود فى ماء البحر الأحمر!
وعندما يقع شىء كهذا، فسوف يكون تأثيره على البحر كله واسعاً لأنها ناقلة ضخمة، ولأن تسرب نفطها سوف تكون له تداعياته على حركة الملاحة فى البحر، الذى يستقبل أكثر من عشرة فى المائة من تجارة العالم بين شماله فى أوروبا وجنوبه فى آسيا!
ورغم أن المجتمع الدولى يعرف هذا ويراه، إلا أنه سمح ويسمح للجماعة الحوثية بأن تمارس ما تمارسه على مرأى من العالم وكأنها موجودة على المريخ!