رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من الشخصيات التى اهتم بكل مايقال عنها جون برينان؛ لكونه خبيرا فى شؤون الشرق الأوسط ؛ وهو مستشار الرئيس الأمريكى الأسبق أوباما، ورئيس جهاز المخابرات المركزية الأمريكية CIA حين ذاك؛ وهو شخصية محيرة للغاية؛ وتكثر حولها الحكايات والاقاويل.. منذ عدة أيام صدر له فى باريس كتاب (قيادة المخابرات الأمريكية، كفاحى ضد الإرهاب). وترجع أهمية الكتاب الى أن جون برينان ؛ عمل مديرا لمكتب الاستخبارات الأمريكية فى السفارة الأمريكية بالرياض، ودرس سياسات الشرق الأوسط، وتعلم اللغة العربية فى الجامعة الأمريكية فى القاهرة, برينان كان مقربا من أوباما، إذ تعاون معه فى عدة قرارات هامة؛ وقام بدور مهم فى تنفيذ عملية اغتيال أسامة بن لادن؛ وبرنامج الطائرات دون طيار. وفى فترة رئاسة جورج بوش وكمسؤول كبير فى وكالة سى.آى.إيه، استخدام أساليب تعذيب أثناء استجواب المتهمين.

وكما آثار الكتاب الكثير من ردود الفعل عند صدوره فى الولايات المتحدة الأمريكية فإنه آثار إعجاب الكتاب والنقاد عند صدوره باللغة الفرنسية ؛ حيث أفردت له الصحف الفرنسية مساحات واسعة فى أقسام عرض الكتب؛ بل إن بعض المجلات الأسبوعية نشرت العديد من فصول الكتاب لما تضمنته من معلومات فى غاية الأهمية. وإذا كان غالبية رؤساء( السى آ آى ) قد كتبوا مذكراتهم بعد مغادرتهم لمنصبهم فإن لكتاب جون برينان أهمية خاصة، و مختلفة، فكتابه أكثر عمقاً وإثارة وجرأة؛ وتجاوز الأطر التقليدية التى درج عليها رؤساء أشهر جهاز مخابرات فى العالم؛ لاسيما وأن صاحب الكتاب تدرج فى عمله فى المؤسسات الأمنية وعمل فى مختلف الأقسام وعاصر 6 رؤساء من كارتر مروراً بريجان وبوش الأب وكلينتون وبوش الابن وصولاً إلى أوباما.

الطريف أن برينان يؤكد بأنه مُنع من استخدام بعض الوثائق الموجودة فى أرشيف (السى آ آى ) من قبل الرئيس ترامب وحاشيته؛ لأنه ورئيسه أوباما كانا ضد أساليب المخابرات الأمريكية العنيفة فى انتزاع الاعترافات؛ حيث طالب أوباما وجون برينان كما يدعى بغلق سجن جونتانامو السييء السمعة، ووقف طرق التعذيب التى استخدمت من قبل الأجهزة الأمنية ضد المعتقلين من المتطرفين والإرهابيين، إلا أن المؤلف استطاع من خلال علاقاته العميقة بموظفين كبار فى جهاز المخابرات سابقين وحاليين، واعتماداً على ذاكرته الحديدية وبعض ما كان يكتبه فى دفاترخاصة به من ملاحظات طوال عمله فى الأجهزة الأمنية تمكن من إنجاز هذا الكتاب الضخم ( 505 صفحات ) والحافل بالمعلومات المثيرة.

ترجع أهمية الكتاب ليس فقط لأنه يقدم ملاحظات فى غاية الأهمية من أجل تطوير هذا الجهاز، وتغيير بعض خصائصه، ولا لكونه تحدث عن تجربته الشخصية، وما واجهه من مشكلات نتيجة عدم إنتمائه لأى من الحزبين الرئيسيين،الحزب الديمقراطى والحزب الجمهورى ؛ ولكن لأن المؤلف وخلال عمله فى منطقة الشرق الأوسط تناول تلك المنطقة الملتهبة بإسهاب لاسيما وإنه عمل فى مرحلة الثمانينات والتسعينات التى شهدت العديد من الأحداث التى غيرت وجه المنطقة؛ والتى ما تزال تعانى من تبعاتها حتى الآن، بداية من دخول الرئيس العراقى صدام حسين إلى الكويت،مروراً بالدور الإيرانى المتعاظم فى منطقة الشرق الأوسط؛ وصولاً إلى بدايات تشكل القوى الإسلامية المتطرفة.

واعتمد برينان على عناصر التشويق والإثارة وسرد تفاصيل كثيرة، من أجل تقديم هذه التجربة بطريقة أكثر اقناعا، وأكثر قبولاً من قبل قارئ ينظر بريبة إلى تاريخ وأعمال هذا الجهاز. من المعروف أن فى 15 أغسطس 2018، ألغى الرئيس دونالد ترامب التصريح الأمنى لجون برينان. واتهم البيت الأبيض برينان باستغلال تصريحه الأمنى لإشاعة تصريحات كاذبة عن إدارة ترامب؛ وكان برينان قد وجه انتقادات كثيرة لإدارة ترامب فى السابق؛ ومازال حتى الآن يهاجمه...ويبقى فى النهاية أن الكتاب زاخر بالعديد من المعلومات التى أكدت المخابرات الأمريكية أنها مسئولية كاتبها ؛ ولكنها جميعا مقرونة بالوثائق والادلة والبراهين.