رؤى
قيل إن كلبًا مسعورًا أثار الذعر فى قرية الكلح التابعة لمركز نجع حمادى بمحافظة قنا، الكلب عقر 11 شخصًا من أهالى القرية خلال ساعة أو أقل، تم نقل المعقورين إلى المستشفى لتلقى المصل، الخبر المنشور فى المصرى اليوم وrt الروسية لم يوضح لنا مصير الكلب بعد هذه المذبحة، هل تمكن أهالى القرية من قتله أم فر هاربا، فقط ذكر أنهم أبلغوا مركز الشرطة بالواقعة.
فى حالات مثل هذه زمان كانت الشفخانة تتحرك على وجه السرعة، تنزل عربة الشفخانة إلى القرية أو الحى، ويطارد عساكر الشفخانة الكلب المسعور، أحدهما ببندقية خرطوش، والآخر بعصا فى آخرها طوق يصطاد الكلب من رقبته، وقد شاهدت هذه العربة فى قريتنا خلال الستينيات، وفى السبعينيات بعد انتقالنا للمعيشة فى مدينة طنطا، وكانت عربة الشفخانة تنزل الشوارع تصطاد وتقتل الكلاب الضالة.
لفترة قريبة لم أكن أخشى الكلاب، اعتدت عليها فى بيت جدى منذ الصغر، كنت أنزل الجزء الريفى من المنزل ويعقرنى الكلب، وكان جدى يقص بعضا من شعر الكلب ويشعل فيه النار ويفرك به موضع العضة لكى يوهمنى بأن الجرح طاب، فقد كان الكلب متربيا فى بيت جدى للحراسة مثل سائر بيوت أهل القرية.
زمان كانوا يشجعوننا على اللعب مع الكلب والمسح على ظهره، لكى ننشئ ألفة معه، الكلب بطبعه أليف، ويحتاج من يشجعه على الألفة، كانوا يقولون إذا خفت من الكلب هاجمك، نبح عليك أو عقرك، فهو يتعرف على درجة خوفك عن طريق حاسة الشم.
منذ عدة سنوات بدأت أشعر بالخوف من الكلاب، جميعها ضال، وقد يكون مسعورا، وانتشروا بشكل ملحوظ ومخيف فى الشوارع، وما يبعث على الخوف أكثر أن الكلاب أصبحت تمشى فى قافلة، أكثر من كلب يتجول فى الشوارع معا، يعنى لو كلب شم خوفك، هينبح جميع كلاب القافلة وقد تعقرك، والكثرة، كما يقال، تغلب الشجاعة، ما الذى يمكن أن تفعله إذا اتبعتك الكلاب نهارا أو ليلا؟ الكلاب لم تعد تخاف، زمان كنا نقول للكلب امشى وكان يستجيب، اليوم لو قلتها لها يتعصب ويكثر من نباحه، لو جريت هيتبعك ويعقرك.
البعض يناصرون الكلاب، ويوصون بأن نرأف بها، وعندما يشاهدونك تنهره أو تحاول قتله، يقولون: يا حرام، ويتهمونك بعدم الرحمة وقسوة القلب، وتتقدم جمعيات الرفق بالحيوان بشكوى ضدك، طيب والحل؟ من يرأف بمن، الكلب ينبح ويهاجم ويعقر، هل لكى لا نتهم بالقسوة نتركه يعقرنا؟ بغض النظر عن المتعاطفين، الرأى عندى قتل الكلاب الضالة وتطهير الشوارع منها، من حقنا أن نمشى فى الشوارع دون خوف، والكلب الضال هو وقاطع الطريق سواء بسواء، كلاهما يثير الذعر وعدم الطمأنينة، والشرع حكم بقطع قاطع الطريق وهو إنسان من خلاف، فما بالك إذا كان قاطع الطريق كلب ابن كلب ومسعور كمان.