رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

التصريحات التى أدلى بها موسى فقى، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، خلال زيارته إلى السودان هذا الأسبوع، تبدو أقرب إلى النكتة منها إلى أى شيء آخر!

قال فقى بعد لقاء له مع السيدة مريم المهدى، وزيرة الخارجية السودانية، إنه مستعد فى المفوضية لتقديم ما يلزم لتسهيل الوصول إلى اتفاق فى قضية سد النهضة، يرضى به الأطراف الثلاثة فى القاهرة وفى الخرطوم وفى أديس أبابا!

أما وجه النكتة فى الموضوع فهو أن السيد فقى يعرف أن مفاوضات السد بين أطرافه الثلاثة تدور تحت مظلة الاتحاد منذ عام ونصف العام، ويعرف أنها دارت خلال هذه الفترة مرتين، إحداهما وقت أن كانت جنوب أفريقيا على رأس الاتحاد فى العام الماضى، والثانية كانت هذا العام الذى ترأس الاتحاد خلاله الكونغو الديمقراطية، وفى الحالتين لم يصل التفاوض إلى شيء يحفظ حق مصر والسودان فى النيل، ويحفظ فى الوقت نفسه حق أثيوبيا فى التنمية التى تقول إنها تريدها من وراء السد!

لم يصل الحديث تحت مظلة الاتحاد إلى شيء حتى هذه اللحظة، رغم أن الاتحاد أجدى به أن يبادر إلى حل يرضى به الأطراف الثلاثة.. فلا يمكن أن تكون مشكلة بهذا الحجم مشتعلة كما نرى ونتابع بين أطرافها فى القارة السمراء، ثم يقف الاتحاد متفرجًا، وعاجزًا، وبعيدًا عن التفاعل معها بإيجابية تمنع تصاعد المشكلة إلى مستويات تضر أمن القاهرة واستقرارها!

وإذا كان الاتحاد قد عجز عن جمع أطراف القضية على حل عادل، فالأمل فى المفوضية لأنها تظل الذراع التنفيذية للاتحاد، ولأنها أقرب إلى المفوضية الأوربية، ذراع الاتحاد الأوربى الفاعلة، ويده القادة على المبادرة وعلى الفعل الذى لا ينتظر دعوة من أعضاء الاتحاد من نوع ما ينتظرها فقى من الأعضاء الأفارقة!

ففى قضية اللقاح مثلًا، كانت المفوضية الأوربية تبادر إلى التعاقدات التى تتكفل بتلبية حاجة القارة العجوز إلى التحصين ضد الوباء، وكانت هى التى تدير المعركة مع بريطانيا حول لقاح أسترازينيكا، ولم نسمع أن رئيسها قال إنه مستعد للتدخل فى الموضوع، ولكنه بادر وتدخل وأدار معركة كبيرة مع الإنجليز حول أسترا من واقع احساسه بالمسئولية تجاه القارة!

وهذا بالضبط ما يجب على السيد فقى أن يفعله ويبادر به، فلا ينتظر دعوة إلى التدخل لحل قضية تكبر يومًا بعد يوم، لا لشيء، إلا لتعنت طرف واحد من أطرافها ضد الطرفين الآخرين.. وليس مطلوبًا من رئيس المفوضية إلا أن يمارس مسئوليته التى يستطيع بها أن يعيد الطرف المتعنت إلى طريق الصواب!