رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

 

تداولت السوشيال ميديا.. استمارة عليها رفض قبول تلميذة بإحدى المدارس الخاصة بسبب سوء شعرها.. هذا الخبر المرفق معه صورة الاستمارة فتح بابا خطيرا للمناقشة داخل السوشيال ميديا، واقتحام العنصرية للمدارس، فهل صحيح أصبحنا نعانى العنصرية داخل مدارسنا فى البلد الذي لم يعرف التفرقة بين المسلم والمسيحى أو ابيض واسمر؟!

فى مدرستى الحكومية لم أشهد عبر سنوات التعليم أية عنصرية حتى خلال التنمر بين الطلاب بعضهم البعض أو المدرسين مع الطلاب الكل سواء.. لم نسمع عن آفة العنصرية إلا فى دول الخارج.. ولكن الآن نخشى من توغل أنوع جديدة من العنصرية خاصة فى التعليم الخاص المرتفع التكلفة، ربما تكون حاليا حالات فردية ولكن ليست بعيدة عن الانتشار.

علينا أن ننتبه أن مدارسنا وجامعاتنا الخاصة لا تخلو من الفرز والتمييز والتفرقة بين الغنى والفقير، بارتفاع تكلفة التعليم، ووصل الأمر الآن إلى التفرقة بين الأغنياء وشكل الطلاب بل وأولياء الأمور أيضا ما بين الجميل والأقل والدميم وليس على معيار الاستيعاب والتحصيل.

لقد تغيرت مصر كثيرًا وهى التى كانت رائدة فى مجانية التعليم منذ بداية عصر محمد على، مرورا بالحقبة الملكية، إلى عهد الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، ولم تشهد عنصرية إلغاء مجانية التعليم إلا على يد الاحتلال الإنجليزى بزيادة مصروفات المدارس الثانوية، ويعتبر دستور ١٩٢٣، هو أول قانون إقرار مجانية التعليم فى مصر خلال الحقبة الملكية.. فهل فقدنا الآن أحد أضلاع المساواة بتوغل التعليم مرتفع التكلفة؟

مخاطر العنصرية لا تتوقف عند ارتفاع التكلفة فقط، بل تمتد إلى اعتماده على الآليات الحديثة وتوغل الذكاء الاصطناعى فى التعليم.

دراسة لمؤسسة «بروكينجز» وهى مؤسسة فكرية أمريكية مقرها واشنطن عاصمة الولايات المتحدة حذرت من خطورة العنصرية فى النظم التعليمية مع دخول الذكاء الاصطناعى.. وربما من الأهمية إلقاء الضوء على تلك الدراسة، ولسنا بعيدين عن إدخال الذكاء الاصطناعى فى التعليم.

أكدت الدراسة للكاتبين «أندرو بيرى» و«نيكول تيرنر» ما يمكن أن ينتج عنه من زيادة فى العنصرية وعدم المساواة بين الطلاب من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعى، حيث أكد المقال أن تنفيذه أصبح وشيكا بالنظم التعليمية وسيكون الهدف هو قيام أجهزة الكمبيوتر بإصدار أحكام إنسانية وتنفيذ مهام تجعل حياة المعلمين أسهل، ولكن إذا لم نكن حذرين، فستطبق هذه الآلات عنصريتنا أيضا.

سيواجه الأطفال مزيدًا من عدم المساواة إذا تم تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى على نحو واسع فى مجال التعليم دون التفكير فى كيفية التحقق من التحيزات التى قد تكون موجودة لدى المبرمجين تؤدى تحيزاتهم فى النهاية إلى تكرار العيوب والتحيزات الموجودة فى العالم الحقيقى ونقلها إلى العالم الافتراضى.. ولكن دون أن ننتظر الذكاء الاصطناعى مازالت مدارسنا وجامعاتنا تحتاج إلى المزيد من المساواة والتفرقة بين التجارة والبيزنس والتعليم.