رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رؤى

للأسف لم يحالفنى الحظ والتعرف على هذا الرجل، ما سمعته عنه من الصديقين والزميلين يسرى شبانة مدير تحرير الوفد، ومحمد عبدالفتاح نائب رئيس تحرير الوفد، جعلنى أندم لأننى لم أنل شرف مقابلته، كنت مثل غيرى أعرف اسمه جيدا، من الأخبار التى تنشر فى الصحف، فكانت القضايا التى يقوم بضبطها هو ورجاله تفرض نفسها على الصحفيين، من حيث المساحة والصياغة والعناوين، هذا الرجل هو اللواء عبدالله الوتيدى مساعد وزير الداخلية لمباحث الأموال العامة سابقا.

قبل أيام اتصل بى الصديق يسرى شبانة معلقا على ما كتبته حول تكريم بعض الشخصيات التى قدمت لمصر والمصريين، وحدثنى عن بعض الشخصيات، منها اللواء عبدالله الوتيدى، وقال لى تخيل هذا الرجل الذى كان صيته يبلغ الأفاق، اليوم يجلس على كرسى ولا يجد من يخدمه فى مرضه، ابنه الوحيد رفض الزواج للبقاء بجواره، وخلال ذهابه إلى عمله يصعد البواب للاطمئنان على اللواء الوتيدى وتلبية احتياجاته إلى أن يعود ابنه من عمله، واللواء الوتيدى شفاه الله وعفاه بعد وفاة السيدة حرمة لم يتزوج خوفا على ابنه الوحيد.

الصديق محمد عبد الفتاح حكى لى بعض ما يجعلك تندم لعدم التعرف على هذا الرجل، قال بالحرف: الوتيدى مثال للنزاهة والأمانة والشرف، تاريخه يشهد له، كان عندما يشعر بالجوع، يشترى سندوتش فول وآخر طعمية من فلفلة، ويشرب مياه الحنفية، فى وقت كان يتولى فيها مناصب هامة تفتح له العديد من المجالات، اللواء الوتيدى منذ صغره وعمله كضابط فى المباحث كان يتعامل بما يرضى الله، وعرف عنه النظافة وطهارة اليد، وظل هكذا إلى أن تولى الأموال العامة، المنصب الذى يشرف على اقتصاد هذا البلد، وما اتبعه وهو شاب فعله وهو لواء فى أكبر المناصب، يشترى طعامه بحر ماله، ولم يقبل فى حياته هدية، ولم يشرب حتى كوب شاى على نفقة غيره.

وقيل لى بأن جميع من عملوا مع هذا الرجل يعلمون جيدا أنه كان احد رموز وزارة الداخلية فى الأمانة والنزاهة والعدالة، وعندما يذكر اسمه تستدعى جميع صفاته وأفعاله الطيبة، هذا الرجل بتاريخه وخلقه المشرف يجلس اليوم وحيدا على كرسى فى منزله، بعد أن قدم حياته وشبابه لخدمة هذا الوطن بنزاهة وأمانة لا يجد من يخدمه أو يسأل عنه فى مرضه،.

مصر يجب أن تدفع بهذه الرموز المشرفة للأمام، كأمثله ورموز لأولادنا الشباب فى الشرطة والجيش والاعلام والجامعة وغيرها من المجالات لكى يحتذوا بها، تكريم هذا الرجل، الذى أتشرف وأفخر بالكتابة  عنه اليوم، بأرفع الأوسمة، هو تكريم وتكريس لكل ما هو نزيه ونبيل فى هذا الوطن.

[email protected]