رؤى
بداية لست مع تعيين خريج كلية الهندسة سائقا للقطار، وأرى أن هذه الفكرة تعد إهانة لعلم الهندسة ولكليات الهندسة، واهانة لخريجى الكليات، واهانة لكل أسرة أنفقت على ابنها لكى يكون مهندسا او طبيبا أو أستاذا أو محاميا أو محاسبا، كما نرى أن هذه الفكر تسفه وتهين وتخرب كل ما له قيمة وقدر فى الحياة المدنية، ولا نستبعد خروج أحد المسئولين غدا بمقترح تعيين خريجى كلية الطب أو الصيدلة أو الإعلام أو الحقوق فى وظيفة محصل تذاكر فى القطار.
هذه الفكرة المهينة طرحت قبل عدة سنوات، وطرحها أحد أعضاء ائتلاف دعم مصر، صورت له ثقافته المحدودة أن حل مشكلة حوادث القطارات فى قيادة المهندس للقطار، وقد قوبل هذا المقترح الجاهل المهين يومها بالرفض، ووصف بانه هراء، وقد رفضه تماما بعض سائقى القطارات، وأكدوا ان هذه الوظيفة تحتاج تدريبًا وليس خريجًا بعينه، ويجب علينا أن نحترم الكليات وخريجيها ولا نهينها بهذا الشكل لكى يتهرب المسئول من مشاكله.
هذه الفكرة للأسف سمعت منذ أيام أن وزارة النقل تفكر فى تنفيذها، وأنها خططت لتعيين خريجى الكليات التكنولوجية لقيادة القطارات بعد تدريبهم لتقليل حوادث القطارات، وقرأت أيضا أن الوزارة تخطط كذلك لتعيين المهندسين فى وظيفة مراقب برج فى محاولة لتحسين مستوى الخدمة وزيادة معدلات السلامة والأمان فى تشغيل القطارات؛ من خلال تقليل الأخطاء البشرية وزيادة كفاءة العنصر البشرى المسئول عن تشغيل قطاراتها.
وقيل إن الوزارة تستعد لطرح مسابقة قريبا لاختيار وتعيين 450 مهندسًا للعمل سائقى قطارات ومراقبى أبراج.
نقول لوزارة النقل سائق القطار مهنة تحتاج لتدريب، يشترط فيها أن يجيد المتقدم لها القراءة والكتابة، وتفكير الوزارة فى المهندسين لن يوقف الحوادث ولا التقصير الظاهر من العاملين فى هذه الهيئة فنيا ومهنيا واداريا، والمفترض أن تنشئ الوزارة معهدا أو مدرسة بعد المرحلة الإعدادية لتعليم قيادة القطارات ومراقبة الأبراج وكل ما يختص بالصيانة، شرط أن تتوافق المقررات مع أحدث ما توصلت له الصناعة، وخلال فترة الدراسة، كان أربع او خمس سنوات، يتم تدريب الطلاب فى الورش وعلى جرارات القطارات.
نقول لقيادات السكة الحديد، عيب، لا تهينوا كل ما هو جميل وقيم لكى تتهربوا من فشلكم وتقصيركم، لا تجعلوا العالم يسخر منا ومنكم، فكروا فى حل مشاكلكم بعيدا عن إهانة وتشويه كل ما هو قيم وقيمة.