رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رؤى

ونحن فى سن الطفولة حكوا لنا قصة هجرة الرسول، وكانت تبدأ من نوم سيدنا على بن أبى طالب فى فراش الرسول، وتنتهى باختبائه فى الغار مع سيدنا أبي بكر، وكان يقلقنى جدًا وأنا أسمع أو أشاهد واقعة الهجرة، أن يقوم الكفار باقتحام منزل النبى ويقتلون سيدنا على وهو نائم فى فراش الرسول، وقد نجحت فى مرحلة الجامعة فى التحكم بهذا الخوف وضبطه واختزاله فى بعض الأسئلة: لماذا لم يقتحم الكفار منزل الرسول؟، ولماذا خاطر الرسول بحياة سيدنا على بن أبى طالب؟، لماذا وافق الرسول على نوم سيدنا على فى فراشه لكى ينجو هو بحياته من الكفار؟

بعد سنوات من التخرج، حاولت الحصول على إجابة للأسئلة المعلقة، جمعت واقعة هجرة الرسول من كتب الأخبار والسير، واتضح أن ما وصلنا عنها روايتان، الأولى حفظناها عن ظهر قلب منذ الطفولة، والثانية لم تذكر أبدا فى القصص الشفوى أو فى الدراما السينمائية والتليفزيونية.

التناقض الظاهر فى الروايتين دفعنى فى بداية الأمر إلى التشكيك فى صحتهما، الثابت من القرآن الكريم أن الرسول قد فر من مكة، كيف؟، ومتى؟، الله أعلم، كل ما حاكاه الله عز وجل لنا لم يشر إلى الروايتين، ذكر فقط ما كان يحاك للرسول، بقوله: «وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ــــ الأنفال 30.

بعد أن أحبط الله عز وجل مكر الكفار، ذكر لنا واقعة الغار:» إذ أخرجه الذين كفروا، ثانى اثنين إذ هما فى الغار، إذ يقول لصاحبه: لا تحزن إن الله معنا، فأنزل الله سكينته، وأيده بجنود لم تروها، وجعل كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمة الله العليا، والله عزيز حكيم ـــــ التوبة 40»، وهذه الآية تؤصل لنا صحة ما روى فى الروايات التى ذكرت فى كتب الأخبار والسير، عن اختباء الرسول وصاحبه فى الغار.

الله عز وجل فى الآيتين كشف لنا عن اتفاق الكفار على أمر ما، ما هو؟، وما هى تفاصيله، فقط ألمح لبعض ما كانوا يخططون: يثبتوك، يقتلوك، يخرجوك..كيفية تنفيذ هذا؟، والمكان المتفق عليه للتنفيذ؟، والتوقيت؟، الله سبحانه وتعالى لم يطلعنا على التفاصيل، فقط أكد لنا أنه أجهض مخططهم هذا، وساند الرسول عليه الصلاة والسلام، كيف؟، الله أعلم، وما هى حقيقة روايات خروج الرسول من مكة؟ للحديث بقية.

[email protected]