خارج المقصورة
«شر البلية ما يضحك» وما يدعو للضحك، ويثير السخرية فى البورصة، المفاجآت التى يستيقظ عليها المستثمرون بين الحين والآخر فى سوق المال.
المشاهد باتت شيئًا محزنًا، فى ظل العشوائية السائدة عند طرح أو قيد شركة بنظام القيد المزدوج بالبورصة.. الكل لا يزال يتذكر الأسلوب العشوائى الذى أدير به طرح الحصة الإضافية لشركة الشرقية للدخان فى الربع الأول من عام 2019.
الحصة الإضافية التى طرحت من الشركة وقتها تمت فى منتصف الليل، وبقرار فى الليل وآخره، بإشراف وزير قطاع الأعمال، ليستيقظ المستثمرون صباحًا على حصة الطرح، وكأن الأمر «يخجل»، ولا يعنى المستثمرين من قريب أو بعيد.
منذ أيام قليلة.. استيقظ المستثمرون بسوق الأسهم أيضًا على مشهد مماثل، وبعيدًا عن أن المشهد لم يكن طرحًا بالمعنى المعروف، ولكن كان قيدًا مزدوجًا لإحدى الشركات المقيدة ببورصة لندن، وتعمل فى قطاع الرعاية الصحية.
المشهد برمته سخيف للغاية، وغير المعقول أو المقبول أن يفاجأ المستثمرون بالبورصة بإعلان شركة التشخيص المتكاملة القابضة المدرجة ببورصة لندن، بقيد أسهمها فى البورصة المصرية فى «غفلة» من الزمن... صحيح أن تداول أسهم الشركة لم يكن طرحًا مباشرًا، بالمعنى المعتاد للمستثمرين والمتعاملين فى البورصة، ولكن كان قيد وتداول الأسهم بالبورصة، وهذا «على العين والرأس».
كون تداول الشركة لا يتطلب ترويجًا، لا يعفيها أو يعفى البورصة من مسئولية عدم الإعلان عن هذه الخطوة قبل إتمامها بفترة، من شأنها أن تسمح للمستثمرين تحديد استراتيجيتهم الاستثمارية لمثل هذه البضاعة الجديدة، وتوفير السيولة لمن يرغب الاستثمار.
الشركة لم تتعامل بهذه الفلسفة مع السوق والمستثمرين، وإنما تعاملت بعدم احترام عقلية المستثمر، وكأن المستثمرين لا تهم الشركة من قريب أو بعيد، اللهم سوى بيان قبل بدء التداول بيوم عن طريق شركات الـ«بى آر»، وبدلًا من أن يتم التنسيق مع البورصة، لإعلام السوق، ترك الأمر للصدفة.
يا سادة: نعم السوق فى حاجة إلى بضاعة ومنتجات جديدة، ولكن لا تكون بمثل هذا الأسلوب، الذى لا يحترم عقل المستثمر، كونه الركيزة الرئيسية الذى يستند عليها سوق الأوراق المالية، ولا يعقل أن يكون اعلام السوق مقابل بيانات قبل التداول بساعات.