عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

 

 

أستمع للكثير من تجارب مرضى «الكورونا» وأصابت بعض أقاربى.. وكل ما عشته أو سمعته ورأيته أيضًا يؤكد حقيقة واحدة وهى أن نجاح القطاع الطبى له شفرة لا يكشفها إلا طبيب إدارى ناجح.. وأن نجاح وعطاء مدير المستشفى يشكل 99٪ من أوراق الرضا والشفاء بإذن الله.

ومدير المستشفى لا يعوقه ولا يعطله عن تقديم خدمة ممتازة وإرضاء المريض ما يردده البعض من نقص الإمكانيات أو ضعف المرتبات وإنما يحكمه أخلاق وحكمة وتربية ونشأة الطبيب وتأهيله أصلاً ليكون «حكيمًا» كما كان يطلق عليه قديمًا ونقابة الأطباء اسمها «دار الحكمة»، وهناك فرق بين طبيب فقط وطبيب حكيم.. ولمست ذلك كثيرًا عبر رحلة طويلة قضيتها بوزارة الصحة وبين المراكز الطبية والمستشفيات كمحررة صحفية.. وتمر السنون ولا يتغير طبيب ذو نظرة مادية بحتة وطبيب بدرجة إنسان وزاده العطاء للمريض على مدار 24 ساعة.

أتذكر د. محمود عبدالغنى وكان نائبًا لمستشفى «صيدناوى» للتأمين الصحى واستغاثت أم مريض بالدكتور إسماعيل سلام وزير الصحة فذهب لزيارة المريض والاطمئنان على حالته فى السادسة مساء فوجد نائب مدير المستشفى د. محمود عبدالغنى يمر على المرضى فقرر فورًا منح كل العاملين بالمستشفى مكافأة تعادل مرتب شهر وقال لهم «إن الحسنة تعم» وكرم د. عبدالغنى.

وزار د. محمد عوض تاج وزير الصحة التالى للدكتور سلام المستشفى فجأة فوجد أيضًا د. عبدالغنى بالمستشفى حتى الساعة التاسعة مساء فسأله فقال «تعودت أن أحضر للمستشفى فى السابعة صباحًا ولا أغادرها قبل السابعة مساء لأن المرضى يستحقون ذلك فهم مرضى التأمين الصحى وكبار السن ويحتاجون للمسة عطاء وتشجيع مع جرعات الدواء.. وأيضًا شباب الأطباء يحتاجون إلى التشجيع وللمثل العليا وطالما أنا كنائب مدير مستشفى متواجد فهم معى والحمد لله تعودوا على الإقامة مع المريض لا مجرد المرور عليه فقط.. وكان د. صبرى زكى وزير الصحة الراحل عليه رحمة الله يقول للأطباء فى عيد الطبيب كل عام «لا تنسوا حسن لقاء المريض فيه نصف الشفاء».

أتذكر كل ذلك وأنا أستمع لمرضى د. أحمد هجرس مدير مستشفى الشيخ زايد للعزل الآن وكم يحصد يوميًا حسنات لا تقدر بأموال الدنيا وما عليها.. ورده على تليفونات مرضى لا يعرفهم حتى ساعات الصباح كل يوم وليلة.. لقد وضع أسسًا للإدارة الطبية بمستشفى الفاطمية عندما كان مديرًا لها والآن يصنع ملحمة عطاء وعلم وإدارة بل خارطة طريق لمرضى «كورونا» بمستشفى الشيخ زايد.. حقًا إن الطب رسالة وليس مهنة.. فله الشكر كله نيابة عن كل مريض خفف عنه وطمأن أهله.

أما داخل القصر الملكى القابع بجوار النيل الخالد بروض الفرج وهو معهد بحوث العيون فما يحدث فيه الآن ملحمة بكل ما تحمل الكلمة من معان إنه حقًا «مبنى ومعنى» وأتحدث عن نظافة هذا المعهد والإجراءات الاحترازية المعمول بها داخله وأدب وكرم كل العاملين فيه ومنطق وسياسة مدير المعهد د. محمد عبداللطيف بلطية، وشرفت بمعرفته منذ سنوات ولديه قدرة فائقة على امتصاص غضب قارة بأكملها وسياسى حتى النخاع ولديه صبر وطول بال تشفى المريض قبل الكشف والدواء.. كبار الأطباء والشباب فهم يقومون بالكشف على مرضى «كورونا» وهم سعداء ويوزعون عليهم ابتسامة التفاؤل ويقدمون لهم دعمًا نفسيًا وطبيًا لا نظير له.. إن أغلى مراكز علاج العيون لا تصل لدرجة نظافة وعلم وعطاء هذا المركز إدارة وأطباء وتمريضًا والفرق المعاونة.. أما الطبيب الشاب خالد معوض فتعامله مع المرضى يؤهله لمستقبل باهر بإذن الله. ومن يرد أن يعى قيمة وآمال ومستقبل مصر يزُر أطباء وصروحًا طبية ليست فى دول العالم المتقدم.. ولكنها فى مصر الجديدة.. والحمد لله..