رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

خط أحمر

 

 

فى كل مواجهة سابقة بين إسرائيل وحماس فى قطاع غزة، كانت المواجهة تبدأ من القطاع وتنتهى فيه، إلا هذه المرة التى بدأت من حى الشيخ جراح فى الضفة الغربية، ثم انتقلت إلى غزة حيث لا تزال مشتعلة ولا تزال تتصاعد إلى هذه اللحظة!

ولم تكن البداية من عند الجانب الفلسطينى، ولكنها جاءت باستفزاز إسرائيلى غير محتمل، عندما راحت حكومة نتنياهو تطرد سكان الحى من بيوتهم، ثم تهدمها فوقهم إذا لم يستجيبوا ويخرجوا من أرض هى أرضهم ومنازل هى منازلهم!

والسياق السابق على الاستفزاز الإسرائيلى يقول إنه استفزاز مقصود، وإن نتنياهو يريد به إنقاذ نفسه من محاكمة ستذهب به إلى السجن!

ذلك أنه كان إلى قبل عدوانه على الفلسطينيين بيوم واحد مكلفًا بتشكيل الحكومة فى تل أبيب، ولكنه فشل فقام رئيس الدولة بتكليف يائير لابيد بتشكيلها، ولو نجح لابيد فى التشكيل خلال شهر من تاريخ التكليف فسوف يصبح نتنياهو خارج الحكومة، وعندها سوف يكون عليه أن يذهب إلى المحكمة، وأن تقضى عليه بما يعرفه ويتهرب منه منذ فترة ويترقبه!

ولم يكن أمامه سوى البحث عن طوق نجاة، وكان طوق النجاة هو افتعال هذه المواجهة مع الفلسطينيين لعلها تحشد اليمين السياسى المتطرف من ورائه، فينجح إما فى العودة إلى تشكيل الحكومة من جديد، وإما فى الدعوة لانتخابات جديدة ستكون هى الخامسة التى يدخلها على أمل أن يتمكن حزبه من الحصول على الأغلبية التى تمكنه من تشكيل الحكومة!

وما حدث فى أثناء تواصل العدوان أن حزبًا يمينيًّا فى إسرائيل قد أعلن استعداده للتحالف مع نتنياهو لتشكيل الحكومة.. وهذا بالضبط ما ينتظره نتنياهو منذ أن فشل فى التشكيل المكلف به، ومنذ أن ذهب التكليف إلى حزب آخر غير حزب الليكود الذى يرأسه هو!

وكأنه يفعل ما فعله ترمب عندما كان ذاهبًا إلى انتخابات الرئاسة فى نوفمبر الماضى، فلقد راح يتبى ما سماه اتفاقيات السلام الإبراهيمية بين تل أبيب وبين عدد من العواصم العربية!.. وكان الهدف هو تحسين فرص الفوز فى السباق إلى البيت الأبيض!.. واليوم يكرر نتنياهو اللعبة قاصدًا بالحرب على غزة تحسين فرص البقاء على رأس الحكومة.. وفى الحالتين كانت أرض فلسطين هى التى تدفع الثمن، وما لم يحسبه الإثنان أن ينقلب السحر على الساحر، وهو ما جرى إلى حد كبير!