رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

 

 

دائما ما كنت أندهش من عدوى انتشار الأنشطة التجارية .. يقوم أحدهم بفتح محل فى نشاط تجارى معين فتنتشر العدوى ويتم فتح أكثر من محل بنفس النشاط وفى نفس المنطقة..حتى اطلعت على مقال حول العدوى الاجتماعية لنيكولاس كريستاكيس المتخصص فى علم الاجتماع وجيمس فولور المتخصص فى العلوم السياسية. تم تلخيصه من كتاب رائج تحت عنوان (مترابطون) يتناول العدوى الاجتماعية من حيث إن سلوكنا ومشاعرنا وحتى أشكال أجسامنا يمكن أن تنتقل من صديق إلى صديق مثل فيروس الإنفلونزا. ووفقا لما قاله فولور، يشير البحث إلى أن الناس لا يتخذون القرارات على نحو فردى إطلاقًا، ولكن بدلا من ذلك، يعملون باعتبارهم جزءًا من منظومة بشرية ضخمة كسرب من الطيور.

وبإجراء عدة دراسات لاحظ الباحثان تجمعات من المدخنين، وتجمعات من السعداء، وتجمعات من البدناء تظهر مع الوقت، وكان السؤال: هل هذه التجمعات نتيجة ميل المتشابهين للاقتراب من بعضهم بعضًا، أم أنها جيوب للعدوى؟، ولكن بدا أن تحليلات كريستاكيس وفولر استبعدت وجود فكرة التجانس والتأثير البيئى. وفى النهاية، استنتجا أن العدوى كانت السبب. حيث تسرى العدوى فى أوردة الإنسان الذى يعيش فى شبكة علاقات، فيرغب فى الأشياء نفسها التى يرغبها الآخرون الذين يرتبط بهم. 

المسألة أثارت فكرة علاج ما نعانيه الآن من فوضى وعدم احترام المواطن الإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، حيث ترتبط شدة تلك الموجة بمعادلة الإجراءات الاحترازية.. المواطن لا يرغب فى حماية نفسه إلا من خلال قرارات إجبارية وقوانين وغرامات دائمًا ما يهرب منها..وتزيد حالة تفشى المرض مع عدم الرغبة فى تلقى التطعيم، وعدم قدرة الدولة على استيعاب كل تلك الأعداد من المصابين.

فلماذا لا تلجأ الدولة إلى نشر فكرة العدوى الاجتماعية، بمعنى أن تلزم جميع أفراد الشرطة المنتشرة فى الشوارع وجميع موظفيها فى كل مكان بارتداء الكمامة مع انتشار أفراد تابعين لها فى الشوارع مرتدين الكمامة، وبالتالى سوف تنتشر عدوى ارتداء الكمامة فى الشارع المصرى.. ولابد وأن تلجأ إلى الترويج للتطعيم من خلال وسائل الإعلام بتصوير أعداد أكبر من المسئولين والإعلاميين يتعاطون التطعيم أمام الكاميرات. لماذا لا نجرب التوعية بنشر العدوى الاحترازية بين الناس؟ فهى وفقًا للأبحاث والدراسات الأقوى..وأعتقد أنها سوف تكون أكثر تأثيرًا من القرارات الملزمة أو الغرامات التى دائمًا ما يلجأ المواطن إلى الهروب منها.