رؤى
يحيى العظام وهى رميم، كتائب شهداء الأقصى أصدرت صباح أمس السبت بياناً يفطس من الضحك، تخيلوا بعد أسبوعين من الضرب فى غزة، واستشهاد العشرات من السيدات والأطفال والمسنين والشباب، وبعد تدمير الكيان الصهيونى العشرات من البيوت والمنشآت، «شهداء الأقصى» طالبت جميع مقاتليها فى البيان بالنفير والانخراط فى معركة الدفاع عن القدس وفلسطين، وأطرف ما جاء فى بيان كتائب الأقصى تحذيرها للمستوطنين الإسرائيليين، ومطالبتها إياهم بالرحيل، ومن سيظل توعدته بألا ينعم بالأمن والأمان.
كتائب شهداء الأقصى لمن لا يسمعون عنها أو سمعوا ولا يعرفون تاريخها أو تبعيتها، هى إحدى الأجنحة العسكرية التابعة لحركة فتح تم تأسيسها عام 2000 بأمر من ياسر عرفات، فى 2007 سلمت سلاحها وأوقفت الهجوم على الكيان الصهيونى مقابل أن يعفو عن أعضائها. وبالفعل قامت إسرائيل بالعفو عن 189 مطلوباً من حركة فتح، وتركت كتائب الأقصى لحماية الرئيس محمود عباس، والتصدى لحركة حماس التى استولت على السلطة فى غزة.
يوم الخميس الماضى كتائب الأقصى أعلنت أنها ضربت المدن والقرى الإسرائيلية بـ106 صواريخ وقذائف، قصفت المجدل بـ٢١ صاروخاً، وكرم أبوسالم بـ3 صواريخ وقذائف هاون بـ15 وقصف المستوطنات الإسرائيلية داخل الأراضى المحتلة بصواريخ وقذائف هاون من كافة محافظات القطاع، ومنها سديروت بـ10 صواريخ وكيسوفيم بـ16 قذائف هاون، و٣ صواريخ، ونحل عوز بـ3 قذائف هاون والعين الثالثة بـ9 صواريخ، وأسدود بـ5 صواريخ، وموقع أبومطيبق العسكرى 6 صواريخ قذائف هاون، ونير عام برشقة صاروخية، وتجمع الآليات شرق ملكة بـ4 قذائف هاون، ورشقة صاروخية على موقع اسناد صوفا، واستهداف محطة الكهرباء برشقة صاروخية فى عسقلان، والمجدل برشقة صاروخية، وعسقلان بـ5 صواريخ، وقاعدة نيريم العسكرية بـ3 صواريخ، ومعبر إيرز بقذيفتى هاون، وسديروت برشقه صاروخية.
بالطبع نحن لا نشكك فى وطنية كتائب الأقصى، ولا فى مصداقيتها وقوتها وقدراتها، لكن إصدار بيان النفير بعد استشهاد العشرات وإصابة المئات، وتدمير عشرات البيوت، وتهجير أكثر من 10 آلاف غزاوى ليس له معنى ولا قيمة، فقد جاء متأخراً جداً، لماذا؟ لأن المعركة على وشك التوقف، وهناك حديث عن عقد هدنة طويلة الأمد، وكما يقال «بعد العيد ما يتفتلش كحك»، ونعتقد أن نفيركم هذا لا معنى له سوى أنه: برو عتب، والعتب على النظر.